تحمل العودة إلى المدرسة في طياتها تحديات عديدة يواجهها الآباء وأولياء الأمور كل عام؛ فالعام الدراسي الجديد يعني نظاما جديدا ومواعيد جديدة والتزاما بالدوام المدرسي والواجبات المدرسية وتحقيق علامات جيدة.
وربما يلحظ بعض الآباء أنه عند بدء الدوام يبدأ أطفالهم بالمرض والتغيب عن المدرسة بشكل متكرر، وقد يتساءلون عن سبب تكرار مرض أطفالهم مع بدء الدوام المدرسي!
إن هذا الأمر طبيعي؛ إذ يبدأ الجهاز المناعي لدى الطفل بالنمو، ولا تظهر مقاومة الالتهابات إلا بعد تعرض الطفل لعدد كبير من الجراثيم.
وبسبب وجود الأطفال في مجموعات كبيرة في المدرسة فهم عرضة للإصابة بأي مرض، فقد تنتقل الجراثيم بسهولة عن طريق هذه الأيدي الصغيرة الملوثة بالجراثيم عندما تمسك يد طفل آخر، وإليكم اليوم مجموعة من أكثر الأمراض انتشارا التي تنتقل لأطفال المدارس عن طريق المدرسة أو الحضانة.
1.الرشح
أكثر الأمراض شيوعا عند أطفال المدارس الالتهابات التنفسية العلوية، مثل الرشح والأمراض المزمنة الفيروسية الأخرى التي تؤثر على الحلق والأنف والجيوب الأنفية، وبينما نصاب نحن الكبار بالرشح بمعدل مرتين إلى أربع في السنة، يصاب الأطفال بالرشح في معظم الحالات من ست إلى عشر مرات في السنة، ويصاب الأطفال بأعراض أكثر شدة وتستمر لفترة أطول مما يعاني الكبار.
وقد أظهرت الدراسات أنه لا فائدة من معالجة رشح الأطفال باستخدام الأدوية المضادة للهستامين، أو مخففة الاحتقان، أو مخففة السعال، بل إن الأدوية الجيدة التي قد تساعد على تخفيف الآثار الناتجة عن الرشح هي أستيامينوفين “Acetaminophen” وأيبوبروفين “ibuprofen”، والتي تخفض الحرارة، ويمنع إعطاء الأطفال الأسبرين لأنها قد تسبب الإصابة بمرض نادر ومميت يدعى متلازمة ريي “Reye’s Sundrome”.
2.التهاب المعدة والأمعاء
ثاني أكثر الأمراض شيوعا عند أطفال المدارس، يسبب إصابة الأطفال بالقيء والإسهال، وقد يؤدي إلى الجفاف، وخصوصا عند الأطفال الصغار جدًا.
ومن أعراض وعلامات الجفاف ما يلي:
•العطش الشديد.
•جفاف الفم.
•قلة البول أو عدم التبول، أو التبول بلون أصفر غامق.
•شح الدمع.
•ضعف عام ونعاس شديد.
وقد يظن الآباء أن سبب أي ألم في المعدة يصيب اطفالهم مرض معد، وهذا ليس صحيحا فقد يكون سببه الحقيقي عسر هضم أو إمساك بسيط، إذ يصاب بعض الأطفال بآلام في المعدة عندما يقلقون حول مواضيع متعلقة بالمدرسة أو المنزل، فمن الممكن أن يعاني الطفل من آلام في المعدة بسبب شخص يضايقه في المدرسة أو خوفه من امتحان صعب على سبيل المثال، لذا من الضروري أن يحدد الطبيب سبب ظهور أعراض الجهاز الهضمي قبل وصف العلاج.
3.التهابات الأذن (التهاب الأذن الوسطى)
تحدث معظم التهابات الأذن لدى لأطفال قبل بلوغ العامين، ولكنها مشكلة شائعة نسبيا عند الأطفال ما بين الخامسة والسادسة ويصابون بها بسبب انتقال مرض في الجهاز التنفسي إليهم في الروضة أو الصف الأول؛ إذ يؤدي الرشح أو الحساسية إلى احتقان، وبالتالي غلق أنبوب “بوق استاخيو” في أذن الطفل، وهو أنبوب صغير في الأذن الوسطى، ومن الممكن أن يصبح السائل العالق في الأذن الوسطى سببا لتكون الفيروسات أو البكتيريا.
قد يكون من الصعب التفريق بين التهاب الأذن بسبب البكتيريا والتهابها بسبب الفيروس، لكن التفريق بينهما أمر ضروري؛ لأن المضادات الحيوية تعالج الالتهابات البكتيرية ولا تعالج الالتهابات الفيروسية، وقد يسبب استخدام المضادات الحيوية في غير محلها إلى عواقب خطيرة كظهور سلالات من البكتيريا تقاوم أنواعا كثيرة من الأدوية التي تحارب الالتهاب، لذلك ينتظر الأطباء اليوم إلى أن يختفي التهاب الأذن وحده قبل وصف المضادات الحيوية.
4.التهاب الملتحمة
التهاب الملتحمة هو التهاب الغشاء الشفاف الذي يغطي بياض العين وحواف السطح الداخلي للأجفان، وعندما يكون سبب التهاب الملتحمة فيروسا أو بكتيريا يصبح معديا بشكل كبير، ويعالج بقطرات العين أو الزيت، وقد تخفف كمادات ماء دافئ أو بارد حرارة عيني طفلك.
5.احتقان الحلق
غالبا يكون سبب احتقان الحلق الفيروسات، ويصاحبه أعراض وعلامات أخرى تصيب الجهاز التنفسي، مثل سيلان الأنف والسعال، ولكن 15% من احتقانات الحلق التي تصيب الأطفال سببها مكورات عقدية، وهي بكتيريا تسبب احتقان الحلق.
وارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية أمر شائع عند احتقان الحلق، وقد يعاني الطفل من صعوبة في البلع مما يجعله يجد صعوبة في تناول الطعام، وتساعد المضادات الحيوية على محاربة احتقان الحلق، وإذا ترك بدون علاج فمن الممكن أن تؤدي البكتيريا العنقودية إلى حدوث تجاوب الجهاز المناعي بطريقة شاذة، والبكتيريا العنقودية مسؤولة عن حمى رثيية، وتشمل مضاعفات الإصابة بالحمى الرثيية تلف في صمامات القلب وتحجر المفاصل وانتفاخها.
الوقاية
عندما يعطس أو يسعل طفلك تنتشر الجراثيم في الهواء مما يؤدي إلى انتقالها إلى أطفال آخرين وإصابتهم بالعدوى، وقد تكون يدا الطفل عاملا مساعدا لنقل الفيروسات والبكتيريا من الألعاب وأغراض أخرى إلى العين والأنف والفم، وهي النقاط المعتادة لدخول الجراثيم التي تسبب الأمراض.
وأهم وقاية من انتقال العدوى بهذه الطريقة تكون بغسل يدي الطفل جيدا مرارا وتكرارا، وتوصي مراكز مكافحة الأمراض أنه من الضروري أن يغسل الأشخاص أيديهم بالصابون والماء الدافئ لـ 15 ثانية.
وهكذا، قدمنا نبذة سريعة حول أكثر الأمراض شيوعا التي تصيب أطفال المدارس، لذا فمن الضروري علينا نحن الآباء أن نوجه أبناءنا حول أهمية المحافظة على نظافة اليدين واللباس وطريقة التعامل مع المرض عند العطس والسعال لكي نمنع انتقال العدوى بين أحد.
6-القمل
مدة حياة القملة هي 35 يوما وهي تنتقل من شخص لاخر، عادة من خلال الاتصال المباشر بين راسين، ونادرا ما ينتقل القمل بواسطة الامشاط، الفرشاة و/ او فراش السرير المشترك. تبدا الحكة بعد اسبوع الى ثمانية اسابيع من الاصابة الاولية. اثناء اللدغ تفرز القملة لعاب يحتوي على مادة مضادة للتخثر والتي تسبب لتهيج شديد في الراس.
في الصيدليات هناك مجموعة متنوعة جدا من الادوية التي تباع من غير وصفة طبية لعلاج القمل، بحيث ان الغالبية العظمى من هذه المستحضرات مناسبة للاستخدام من جيل سنتين وما فوق. على كل حال، قبل اخذ اي دواء، يجب دائما قراءة استمارة المستهلك المرفقة للدواء قبل الاستخدام. يجب التوجه الى الصيدلي لتلقي المستحضر المناسب للعلاج.
مقاومة الأمراض يحدث مع الوقت
رغم جهودكم المستمرة لتجنب إصابة أطفالكم بالأمراض، ومحاولة عدم غيابهم عن المدرسة بقدر المستطاع، سيتكرر المرض لدى طفلكم بشكل ملحوظ وخصوصا خلال السنوات الأولى من احتكاكه بمجموعات كبيرة من الأطفال الآخرين في المدرسة أو الحضانة. ولكن لا تقلقوا بشأن ذلك الأمر لأن مناعة الطفل ستصبح أقوى مع الوقت، وعندما يصبح الطفل في المراحل المتقدمة خلال تعليمه الأساسي ستخف إصابته بالأمراض الشائعة وسيتعافي بشكل أسرع من الأمراض التي تنتقل له.