د . عبد الكريم بكارلا أجد تعبيرًا عن عظمة النعم التي تغمر كلّ واحدٍ منا أبين وأبلغ من قول الله تعالى -: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) . هذا الزمان يا بناتي وأبنائي هو زمان الشكوى من سوء الأحوال , وذلك بسبب تعاظم طموحات الناس وبسبب بعد الفجوة بين إمكاناتهم وما يرغبون في الحصول عليه . لا تنساقوا مع التيار , وعودوا إلى الأصول , وتذكروا دائماً أنَّه مهما ساءتِ الأحوال , وتتابعت الكروب , فإننا سنجد شيئًا , يستوجب شكر الله – تعالى – : نعمة الإيمان ونعمة السمع والبصر ووجود الاهل والأقرباء والأصدقاء ونعمة أنّنا موجودون الآن , حيث نجد الفرصة للتوبة إنْ كنّا مخطئين , والازدياد من الخير إنْ كنَّا صالحين . انظروا إلى الشكر على أنه شيء تتقربون به إلى الله – تعالى – بل إن توفيق الله – تعالى – للعبد للنطق بالشكر هو نعمة تستوجب شكراً آخر .اتخذوا يا أبنائي وبناتي من الحمد والشكر والثناء على الله – تعالى – مصدراً لحماية النفس من التآكل الداخلي ومناسبة لإظهار النبل والعرفان بالجميل لمن أحسن إليكم .إذا سئِل الواحد منكم عن حاله وصحته … فليقل : أنا غارق في نعم الله , وليقل : أنا في أفضل حال , وليقل : أسأل الله أن يديم فضله , ويزيدنا من نعمائه .الشكر يا أولادي يكون بالقلب من خلال الشعور العميق بالامتنان لمن أنعم علينا , ولمن ساعدنا , ووقف إلى جانبنا . والشكر يكون باللسان من خلال الثناء والمديح والتعبير بالكلام اللطيف والجميل , وهنا أقول لبعض بناتي وأبنائي : تعودوا فتح أفواهكم بالثناء على من أسدى إليكم معروفاً , وليكن ذلك مصحوباً بالمشاعر الفياضة والصدق العميق . والشكر يكون باليد والبذل والسعي , وإنّ لكلّ نعمةٍ شكراً يناسبها , ولا يليق بها غيره , وعلينا أنْ نتعلم ذلك . والحقيقة أنَّ الشكر فنٌّ من الفنون الجميلة والرائعة , ويحتاج تعلمه إلى درجة عالية من الشفافية والإحساس ، وفي إمكان كل واحد منّا امتلاكه إذا شاء .إنّ الخلق عيال الله – تعالى – فلنجعل جزءًا من شكرنا له في النفع عياله ومنه – سبحانه – حسن الجزاء .