طالب مطران سرياني الكنائس والأبرشيات في دول أوروبية التبرع المالي لدعم فصيل مسيحي سوري مُسلّح له علاقة بميليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، وحثّ الرعايا على التبرع لدفع رواتب هذه الوحدات المُسلّحة وتقديم مساعدات طبية لها.
وكان المطران يوليوس عبد الأحد شابو، مطران السويد والدول الاسكندنافية للسريان الأرثوذكس، قد وجّه رسالة إلى الكهنة وأعضاء المجالس الملّية والمؤسسات في أبرشية السويد والدول الاسكندنافية، يطلب منهم فيها “مد يد المساعدة” لقوات الحماية السريانية (السوتورو) التي تعتبر ذراعاً عسكرياً للسريان في شمال سورية، في مدينتي القامشلي والحسكة السوريتين، وجمع التبرعات لهذه الغاية من جميع الكنائس.
وفي رسالته دعا للتبرع لـ “دفع معاشات عناصر مكتب الحماية في مدينتي القامشلي والحسك”، وللمساعدة في “تقديم نقطة طبية مزودة بالأجهزة اللازمة للحالات الإسعافية الطارئة، وذلك سيساعد وبشكل كبير على تقليل حجم الخسائر البشرية، وبنسبة عالية في حالات حدوث أي هجوم أو عمل إرهابي”.
وكذلك لتقديم “مواد طبية للإسعافات الأولية تكون موزعة على كل مجموعة من المجموعات للسيطرة بأسرع ما يمكن على الإصابات ومنع تفاقمها”، وتقديم “سيارة طبية كبيرة ومجهزة بشكل جيد لنقل الحالات الخطيرة إلى المشافي بأسرع وقت”.
وأثارت هذه الدعوة استنكاراً من قبل سريان آشوريين سوريين، واعتبروها “إيغالاً في توريط المسيحيين في الحرب السورية، بدلاً من تجنبيهم إياها ودفعهم للابتعاد عنها وعن كل ما هو مُسلّح له علاقة بها”، مؤكدين على أن “هذه الوحدات العسكرية لا تستطيع أساساً الوقوف بوجه تنظيم الدولة (داعش) الذي يُعتبر الخطر الأكبر عليها في سورية”.
وفي هذا الصدد قال مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، جميل ديار بكرلي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء ، أن هذه المبادرة “تخالف رسالة الكنيسة الروحية ودورها الإنساني والخدماتي”، وأنها “محاولة لزج الكنيسة السريانية في سورية في مستنقع التسليح والعنف، والتجاذبات العسكرية والسياسية”.
وأشار إلى “إنقسام” السريان السوريين في مواقفهم وآرائهم بين الفرقاء المتحاربين، حيث “يؤيد بعضهم النظام وبعضهم يؤيد المعارضة، وبعضهم مُتحالف مع الأكراد، ما يعني أنهم لا يجتمعون على رأي واحد تجاه التسليح، وأن دعوة المطران لتسليح (السوتورو) يعني بالضرورة طلبه تسليح فصيل سرياني ضد فصيل سرياني آخر”.
وكان بطريرك الكنيسة السريانية، أفرام الثاني كريم، قد قام بزيارة إلى الخطوط القتالية الأمامية حيث ينتشر مقاتلون سريان آشوريين من الجزيرة السورية، تابعين لـ (سوتورو ـ مكتب الحماية) ومقره القامشلي، وصلى من أجل نصرتهم، وكانت هذه سابقة في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بأن يقوم أحد رؤسائها بتفقد أحوال مقاتلين على جبهات القتال.
وكانت هيئات وتنظيمات مسيحية أعلنت منتصف قبل نحو ثلاثة سنوات بتشكيل ميليشيات عسكرية في شمال سورية تحمل اسم (سوتورو) وهي تعني (الحماية) باللغة السريانية، بهدف الدفاع عن البلدات والمناطق المسيحية في حال تعرضها لأي اعتداء من أية جهة، المتشددين أم النظام. وصار لأول مرة لمسيحيي سورية ذراع عسكري أسوة بالقوى والتيارات والقوميات السورية الأخرى التي تمتلك ميليشيات خاصة بها. وحسب جهات معارضة، يتقاضى كثير من مقاتلي هذا التشكيل “رواتب من الجيش السوري، ويحصلون على دعم عسكري من النظام، ويُقدّر عدد مقاتليه بالمئات”
المصدر:وكالة أكي الإيطالية