تقرير: شريف فارس
بعد مرور أكثر من عشرين يوماً على حصار مدينة حلب، نفدت مادة المازوت وتوقفت معظم المولدات الكهربائية عن العمل، في ظل انقطاع التوتر الكهربائي عن مدينة حلب.
إنَّ انقطاع التوتر الكهربائي عن مدينة حلب ونفاد المازوت وضع المدنيين في المدينة المحاصرة في مأزق كبير شل حياتهم اليومية في ظل عدم وجود بدائل.
فبدون الكهرباء لا يستطيع المدنيون توفير المياه، ويضعف عمل المشافي، وتتوقف الأفران عن العمل وينقطع الخبز الذي يعتبر من المواد الأساسية للحياة.
يأتي المساء ويسيطر الظلام على مدينة الشهداء، وتسير في شوارعها المظلمة لا ترى سوى نور القمر، فهل ستسعى المنظمات والهيئات الثورية لإيجاد البديل، أم ستكون حلب في ظلام لحين وصول المنقذ وفك الحصار من جديد؟
بعض المنظمات كان الحصار الأول بالنسبة إليها درساً ليجهزوا البديل للطاقة الكهربائية، حيث يخبرنا الأستاذ أحمد العمر منسق أعمال منظمة بنيان بمدينة حلب: “من خلال الحصار الأول وجدنا بأنَّ الطاقة عنصر مهم لاستمرار العمل، لذلك قمنا بتجهيز عدد من ألواح الطاقة الشمسية لاستعمالها وقت الحاجة، لكننا سوف نعاني في فصل الشتاء إن استمر الحصار لا قدر الله؛ لأنَّه في فصل الشتاء يضعف عمل الطاقة الشمسية، وعلينا البحث عن الطاقة البديلة”.
لكن بالنسبة إلى أصحاب المولدات الكهربائية يخبرنا أبو علاء صاحب مولدة كهربائية في حلب: “نفد مخزوني من المازوت، وتوقفنا عن العمل ولا يوجد لدينا طاقة بديلة، ونتمنى ألا يطول الحصار”.
لا يوجد حلٌّ سوى توفير الطاقة الكهربائية النظامية، هذا ما أخبرنا به الأستاذ أحمد الحايك أحد المسؤولين في الإدارة العامة للخدمات، حيث إنَّه أكَّد بأنَّه لا بدَّ من تصليح خط حماه الزربة لتعود الكهرباء إلى معظم أحياء حلب المحررة.
بينما للمواطن سعيد أحد سكان حي الفردوس رأي آخر، يقول: “هناك بديل وهو استعمال دينامو السيارة مع عجلة دراجة هوائية لتوليد الكهرباء وشحن البطاريات واستعمالها، ويجب على الهيئات الثورية أن تركز على تلك الطاقة، فهي الحل الوحيد إن طال الحصار”.
وللمزيد من نقل معاناة المدنيين بانقطاع الكهرباء، التقينا محمود أحد سكان حي المشهد الذي قال: “لم يعد يتوفر لدينا كهرباء، فعندما تأتي المياه وأنا ساكن في الطابق الثالث، لا تصل إلا عن طريق الكهرباء، فأقوم بنقلها يدوياً لعدم توفر الطاقة، يمكن أن نعيش دون كهرباء، لكن بدون المياه تصبح الحياة صعبة جدا”.
إنَّ انقطاع الكهرباء انعكس على كافة مفاصل الحياة، فكان للعمل الإعلامي نصيب من هذا التأثر، حيث يخبرنا الناشط الإعلامي عساف الحمام: “أصبح لدينا صعوبة بنقل الخبر بوقته بعد انقطاع الكهرباء، فأصبحنا نبحث عن مكان يتوفر فيه الكهرباء لشحن معداتنا وأجهزتنا لنحاول إيصال صوتنا، فالكهرباء مهمة، وهي أساسية لعملنا، ومع ذلك لن نتوقف بانقطاعها، بل سنبحث عن البديل، وسنوصل صوتنا وسنستمر بثورتنا”.
إنَّ هذا الشعب علمته الحرب معنى الاستمرار، وسيستمر بالبحث عن الحياة في أحلك الظروف، فبدائل الطاقة التي لاحظناها في باقي المدن المحاصرة كانت خير دليل على استمرار الحياة وإيصال الصورة من الداخل المحاصر، ومدينة حلب مدينة الصناعة والفكر الصناعي لن تقف عاجزة كأخواتها من المدن المحاصرة عن إيجاد البدائل.