استطلاع : عمر عربالمستحيل كلمة حذفها الحلبيون من قاموس حياتهم اليومية مستعيضين عنها بالبديل.إنَّ تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة أدى إلى شحّ وارتفاع حاد في أسعار المحروقات والغاز التي هي من أساسيات الحياة ، وأنتج مشكلة باتت تطفو على سطح الحياة اليومية في كل أسرة , لتصبح همّاً وعبئاً ثقيلاً في تأمين قوت يومها، وأمام ما تطرحه هذه المشكلة من أبعاد سلبية أثرت على الحياة المعيشية , اضطر الناس إلى البحث عن بدائل أقلّ كلفة يمكن لها أن تقضي حاجتهم في الوقت نفسه ، إضافة إلى هذا فإن تلك المشكلة قد جرت وراءها زيادات في أمور أخرى في مقدمتها المواد الأساسية كالغذاء والدواء.و دخول فصل الشتاء على أهالي المدينة كان له الدافع الأكبر في محاولة الحصول على بدائل تعينهم على العيش والدفء , فتأمين المحروقات والغاز هو أكثر ما يشغل المواطنين في الوقت الحالي ، وفي ضوء ما تقدم قامت حبر باستطلاع رأي الشارع الحلبي ومحاولة تسليط الضوء على معاناة المواطنين اليومية.عبد الله من أهالي حي الفردوس : همّ ومعاناة المواطن كبيران بسبب مشاكل حياته اليومية مع أهله و محيطه , فوضع حلب بات سيئًا ومترديًا جدًا من كافة مقومات الحياة وفرص تأمين العمل ، فمن جهتي أحاول البحث عن عمل يؤمّن لي رزقًا يكون مردوه كافيًا لكي أطعم أطفالي وأكفيهم مستلزماتهم الضرورية, وإن وجدت عملا براتب عشرة ألاف ليرة في الشهر فأنا مستعد للعمل، حاليًا لا يمكنني شراء ليتر واحد من المازوت ونعتمد أنا وعائلتي في التدفئة على البطانيات التي تعتبر الأوفر.ماهر من أهالي حي الزبدية عامل: تأمين رغيف الخبز أهم من تأمين ليتر المازوت، أفكر قليلاً فأرى أن تأمين جرة الغاز أهم من تأمين المازوت وما زلت أفكر, وعندما استيقظ من بحر أفكاري أتذكر أنني لا أعمل فوضعي صعب جداً وتأمين وقود التدفئة أمر صعب , والجو بارد , ولكي أوفر الدفء لعائلتي يجب أن أملك عملاً , ومن المؤكد أن هذا أصبح أمراً شبه معدوم ، إذًا لابد من إيجاد بدائل لهذا الأمر , كجمع الحطب من أبواب منازل البيوت الفارغة وأغصان الأشجار وهذا البديل هو المعتمد في حيّنا للتدفئة والطبخ .أبو علاء بائع محروقات بحي المشهد : الاحتكار من قبل ضعاف النفوس ساهم جداً في ارتفاع الأسعار ، فهم يحاولون جني أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية , لكن للأسف هذا على حساب المواطن الفقير الذي أصبح كالطُعم بالنسبة إليهم , فمتى سنحت لهم الفرصة انقضوا عليه , واستغلوا وضعه المعدوم ، بالنسبة إليّ وكوني بائع جرر ، منذ وقت طويل لم أقم بمثل تلك الأمور , ففي السابق كنت أبيع يومياً قرابة (50) جرة, أما الآن فالعدد لا يتعدى في أغلب الأوقات إلى النصف وأحياناً يتم بيعها لأشخاص بالدين , وذلك لعدم توفر المال الكافي الذي يسمح له بدفع كامل المبلغ والذي بدوره وصل إلى ( 6500 ) ليرة وهذا يعتبر مبلغًا باهظًا، وبعض الناس من يشتري الغاز حسب إمكانيته المادية فيشتري كيلو أو أكثر, ويختلف سعر الكيلو باختلاف الأسعار في السوق السوداء.رامي من أهالي حي السكري : الضغط الذي تعرضت إليه مدينة حلب من كل الأطراف أرخى بظلاله على كافة مناحي الحياة ، لهذا نحاول البحث عن بدائل لحياتنا تكون مناسبة وغير مسبوقة .عبد السلام من أهالي حي الصالحين : ما من حلّ لديّ سوى انتظار الكهرباء لكي أشغل المدفئة الكهربائية التي هي أصبحت البديل الوحيد على الرغم من زيادة ساعات التقنين وازدياد أسعارها هي الأخرى لتصل إلى ضعف سعرها الأساسي على اختلاف أنواعها .أما الأمبيرات فلا تشغل سوى ضوء وتلفاز , وإن أرت أن تشغل الغسالة فعليك أن تضاعف الدفع لارتباط الأمبير بغلاء المازوت , لذا عليك الانتظار حتى تفرج .سامر من أهالي حي بستان القصر : بعد الارتفاع الخيالي للمحروقات والغاز أصبحنا نحاول أن نعوِّد أنفسنا على تركهم جانباً والاستعاضة بأمور أخرى يمكن لها حل جزء من مشكلتنا , لذلك أصبحنا نعتمد على المواد البلاستيكية بديلا عن المازوت، طبعاً مع العلم بالأضرار التي ستلحق بنا من رائحة كريهة ودخان كثيف ولكن كما يقال عندنا ” دخان يعمي ولا برد يقتل “ناهيك عن أن تلك المواد البلاستيكية بكافة أنواعها بات لها أهميتها وسعرها الخاص حالها كحال المازوت لكن بسعر أقل , ومن لديه منها في البيت يوفر على نفسه قليلاً.