بقلم : موسى الرحالإرادة معلمي ريف حلب تهزم الواقع بإيجاد البدائلتعد مؤسسات بناء الإنسان أحد أهم المؤسسات في مجتمعاتنا الحضارية لذلك يسعى النظام لهدم وتدمير تلك المؤسسات فقد شهدت المناطق المحررة حملةً همجيةً واسعةً وتركز القصف على المستشفيات والجامعات إضافةً إلى المدارس فخلال شهر تشرين الثاني تم تدمير 14منطقة صناعية و6مساجد و5مراكز للدفاع المدني و4 مراكز خدمية و3أسواق شعبية بالإضافة إلى 908منطقة سكنية في مدينة حلب ولم تنجُ المدارس من هول هذا القصف فتعرضت هي الأخرى لغارات جوية دمرت سبع مدارس ونتيجة لهذا الاستهداف المقصود تم إغلاق عدد كبير من المدارس ليُفتح باب التشرد والجهل لطلابها . ريف حلب الغربي شهد نصيباً عالياً من القصف الأسدي مما أدى لتعليق الدوام في معظم المدارس وهذا ما أثار مخاوف المعلمين على أرواح الطلاب وامتنع الأهالي عن إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفاً من استهدافهم أثناء الدوام على غرار ما حدث في مدرسة حاس التي ارتقى ضحيتها عدد كبير من الأطفال بعد استهدافها بالصواريخ الفراغية من قبل الطائرات الحربية الروسية ساعة انصراف الطلاب إلى منازلهم. ونتيجة لهذا الاستهداف أصدرت وزارة التربية والتعليم الحرة في مدينة حلب بياناً أعلنت فيه إيقاف الدوام في المدارس مرات متتالية. مديرو بعض المدارس في ريف حلب الغربي قام بإحداث خطوة إيجابية وبديلة عن التجمع الطلابي في المدارس التي أصبحت هدفاً للطائرات الروسية.تعتمد هذه الخطة على إحداث مراكز تعليمية تنتشر في المنازل ويضم كل مركز عدداً من الطلاب يتلقون تعليمهم بطريقة التعليم التعاوني مع استخدام الوسائل والطرق التعلمية المناسبة. صحيفة حبر التقت الأستاذ طه قرة محمد وهو مدير إحدى مدارس (اقرأ) في ريف حلب الغربي والذي تحدث عن هذه الخطوة الإسعافية “هدف النظام هو إيقاف العملية التربوية في مناطقنا المحررة لنشر الجهل والتشرد داخل المناطق المحررة ولكنَّ دورنا كمعلمين هو إنشاء أجيال واعية مثقفة فإغلاق المدارس سيؤدي لتدمير جيل كامل لذلك اضطررنا لتحويل التعليم من المدارس إلى المنازل عن طريق إنشاء مراكز في كل قرية وتجميع الطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية وتوزيعهم على ما يقارب العشرة مراكز ويتم فيها تقديم جميع المواد الدراسية وبذلك استطعنا تعويض النقص الحاصل نتيجة إغلاق المدارس وسنستمر بهذه الخطة حتى يتم استئناف الدوام في المدارس إن سنحت الظروف الأمنية. ويضيف الأستاذ طه: إن كل مركز يضم ثلاثة معلمين بمختلف اختصاصاتهم يتم تقديم المواد الأساسية كاللغة العربية واللغة الإنجليزية ومبادئ الحساب والرياضيات ويتنقل المعلمون بين المراكز لتغطية جميع الحصص المعتادة في المدرسة وبذلك يحصل الطالب على المعلومات الموجودة في كتبه المدرسية. وهذه الخطوة الإيجابية التي أقدم عليها المدرسون استطاعت تفادي أكبر الأخطاء الذي كانت ستجر ورائها حبال الجهل والظواهر السلبية على التلاميذ لاسيما في المرحلة الابتدائية ليُعلن المدرسون “أن دمار المدارس لن يدمر إيماننا بدورنا التعليمي وعلى الدرب ماضون”