فلك أحمدقلوبٌ يرتجفها الخوف وعيونٌ يكسرها القلق وأفواهٌ عنوانها الصمت وجسدٌ بلا روح.. سُلبت البسمة والسعادة وقُتل الأمان ورحل الحنان…هذا حال المرأة السوريّة عندما تقف أمام زوجها المجاهد الذي يلبس بدلته ويحمل سلاحه وكأنّه يحمل روحها معه فتجهِّزه وتودِّعه وكأنّها المرة الأخيرة التي تراه فيها، وفي أثناء ذهابه تعود لتلملم أشلاءها المبعثرة وروحها المحطّمة وحتّى أنفاسها التي خلت من الأمان، تعود لتكون أمام أبنائها أماً وأباً وفي كل مرةٍ من ذهابه يتكرّر السيناريو ذاته من الألم والحزن الذي يتخلله الشعور بالمسؤولية، وتبقى بعض ذرّاتٍ من الأمل في العودة المنتظرة.هل ما تقوم به المرأة السورية اليوم يعدُّ جهاداً؟لا بل وأعظم من الجهاد عندما يأتيها جثمان زوجها محمولاً في النعش روحه حلّقت إلى السماء وجثمانه عاد ليخبرها ” كوني أباً قوياً يطعم ويربّي واحملي عرش المسؤولية الذي تنازلت عنه لما هو أهمّ”. أما ابنها عندما يسألها أين أبي؟ فهنا تتوقف الأرض عن دورانها وصراع بين الذكريات وانتقاء المفردات التي قد تصد هول السؤال يبدأ فترسم ابتسامة مؤلمة تعتصر ما في العينين من دموع فتدفعها كبرياء الذات وكرامة النفس ومكانة زوجها الشهيد وبكلمات بسيطة تتدارك الأم سؤال طفلها. بعيداً عما يحيط بها من نزاعات وعما تحمله من مشكلات ومسؤوليات فهي فقدت حبيبها ورفيق دربها فقدت أب أطفالها ومعيلها الوحيد ….. تخلّت عنها السعادة والرِّقة ولبست قناع الرجولة لتكمل مسيرتها، هي امرأة قوية بحق، امرأة صبورة بحق.فأما إن كانت أماً لشهيد فللألم نكهة أخرى. فالجبال تتحدث عن صلابتها وقوتها، في وقت تكون واقفةً على باب منزلها البسيط تودِّع فلذة كبدها وهي تعلم أنه في يوم ما لن يعود ليدخل هذا الباب لأنه اختار باب الجنة والشهادة سبيلاً …. ذهب ولن يعود ذهب ولن تضعه في حضنها وأصابعها لن تتخلّل في شعره وترسم خطوط وجهه …ذهب وأخذ في كفنه روحها …ذهب وأعلن الفقدان الأبدي إلى يوم اللقاء السرمدي.هذا حال الزوجة والأم السوريّة التي ظلمتها الأيام والظروف، لن أقول أين حقوق المرأة لا بل على العكس تماماً هذا هو واجب المرأة الذي ينبثق من ثوريّتها وإحساسها بواجبها كأخت وأم وزوجة.فلَكِ التقدير والحب والإجلال والثناء من كل روحٍ ونفسٍ سوريّة أيتها المرأة الثورية العظيمة.
1 تعليق
نسرين فيضي
جميل جدا انا كتبت ايضا مقال من اجل الامهات الحلبيات ارجو نشره لصديقاتي في جريدتكم\r\nارسل لكم الرابط \r\nيا نار كوني بردا وسلاما على الأطفال الحلبیین السوریین\r\nمن الایرانیة – نسرین فیضی\r\n الى المناضلات السوريات\r\nhttp://www.iran-efshagari.com/arabic/index.php/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/item/2881-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%B3%D8%B1%DB%8C%D9%86-%D9%81%DB%8C%D8%B6%DB%8C-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA.html\r\nارجو النشر في الصحف السورية