موسى الرحال
يعدُّ فراغ الوقت أكبر المشاكل التي تواجه شبابنا اليوم وتعود هذه المشكلة لأسباب عديدة منها عدم توفّر فرص العمل أو غياب الجامعات وينتج عنها مشاكل عدة كالنفسيّة والاجتماعيّة إضافة للمشاكل الاقتصادية.
فالمشاكل النفسيّة تنعكس على الشاب عندما يرى جميع الأبواب مغلقة بوجهه ولا تُتاح له فرصة بالتعليم بالإضافة إلى عدم حصوله على عملٍ يناسب قدراته الجسدية والعقلية فيدفعه ذلك إلى الانعزال عن المجتمع ويؤدي إلى تفكك علاقة الشباب مع العائلة وكذلك مع الجيران وهذا الانعزال ينتج عنه كره الأقارب وجميع الناس في المجتمع للشاب نتيجة تغيّر شخصيّته وهناك أيضاً مشاكل اقتصاديّة هي الأخرى سببها فراغ الوقت فالبطالة أكبر المشاكل الاقتصاديّة كذلك ضياع قدرات الشباب واستنزاف قدراتهم وطاقاتهم في أعمال شاقة وغير مناسبة لهم إضافةً إلى حاجة الشاب للهجرة خارج البلاد بحثاً عن عمل أو ربما لإكمال التعليم بغية إيجاد أشياء أخرى تملأ أوقات فراغه.
وقت الفراغ سلاحٌ ذو حدين فإن أحسن شبابنا ملء الفراغ بالعمل النافع أو أي شيءٍ جيد يعود بالفائدة على المجتمع كان الفراغ نعمةً عظيمة أما إذا أُسيء ملء الفراغ فسيصبح نقمة يتبعها مشكلات عديدة.
وما نراه اليوم في شبابنا وكيف يملؤون أوقات فراغهم بالأعمال العدوانية كالقتل والنهب والسرقة ومشاهدة البرامج والأفلام اللاأخلاقية التي قد توجّه الشاب إلى القيام بأعمال محرمة وغير قانونية ومخالفة للدين الإسلامي.
ووقت الفراغ ربما يكون إيجابياً أو سلبياً فعندما يحدد الإنسان نشاطه بدقة يكون الفراغ إيجابياً لأنه سيدفعه هذا التحديد إلى تطوير نفسه وتنمية إبداعاته وقدراته.
ويتحوّل هذا الفراغ من الإيجاب إلى السلب أثناء استثماره بشكل خاطئ لأنه يقتل الإنسان ويحوله لجزءٍ مشلول من المجتمع ويجرّ الشباب بشكل خاص إلى المحرمات والمعاصي.
فالشاب الذي يعاني من الفراغ في وقته دائماً يشعر بالملل وهذا يدفعه إلى تفريغ ملله حسب هدفه الذي يسعى لتحقيقه في الحياة ولا بدّ للشخص أن يكون حريصاً على وقته وكيفية استغلاله فإن أحسَّ بقيمة الوقت واستغلّه أحسن الاستغلال الإيجابي بعيداً عن اللّهو يخرج الشخص بنتاج مفيد له وللمجتمع بشكلٍ عام.
وهناك أسسٌ كثيرة تساعد على سدّ فراغ الشباب وكما رآها علماء الاجتماع بأنها تعينه على انجاز عمليته الحياتية على أكمل وجه منها شعور الإنسان بأهمية وقته ودوره في تنظيم الحياة دون تخبطٍ وعشوائية إضافةً إلى ترتيب المهمات كل منها على حدة وعدم خلطها ببعضها وكذلك الحرص على مدة فترات الراحة وأخيراً يجب أن يكون لكل شاب أعمال اعتيادية يمكن أن تسدّ وقت الفراغ كحضور الندوات وممارسة الهوايات ومطالعة الكتب الثقافية.
فتنظيم الوقت يساعد في التغلب على جميع المشاكل النفسيّة والاجتماعيّة وكذلك الاقتصاديّة وكذلك يحسن من إنتاجية الشخص الفكريّة والثقافيّة بالإضافة إلى زيادة الكفاءة والمصداقية وتنظيم الوقت يجعل الشخص ملتزماً بوعوده وأداء عمله ويساعده على مواجهة الصعوبات وتحمّل ضغوطات العمل.