تقرير : فارس الحلبيشدة القصف في الريف الجنوبي جعلت مربي الماشية هؤلاء يقصدون المدينة , فاستوطنت ماشيتهم بعض المنازل وباتت حاويات القمامة مكاناً لطعام هذه القطعان عوضاً عن المراعي الخضراء في السهول, وإنَّ لنقص الأعلاف، وعدم وجود مراعٍ خضراء جعل من فضلات الطعام ومخلفات المنازل المرمية حول الحاويات طعاماً تقصده قطعان الماشية لسد رمقها وملء بطونها, إذ ليست الأغنام والماعز وحدها التي باتت تربى في بعض منازل المدينة, بل للدجاج والبط والإوز والكلاب حيز ومكان في هذا التغير في نمط حياة الناس هنا.أبو محمود أحد رعاة المواشي في المدينة يقول:نزحنا من الريف الجنوبي بسبب شدة المعارك والقصف على قريتنا, ولجأنا إلى المدينة مع كل مواشينا، لكن ما نعانيه هنا عدم توفر الأعلاف ووجود أراضٍ خضراء مما يدفعنا مضطرين إلى رعي المواشي داخل شوارع المدينة لتأكل من فضلات القمامة ما يتسبب بوفاة عدد منها بسبب الطعام الخاطئ , وهذه المواشي باب رزقنا الوحيد.يكمل لنا أبو أحمد أحد المزارعين الذين نزحوا من الريف وانتقل عمله إلى تربية المواشي.عندما أتينا من الريف لجأنا إلى المكاتب الإغاثية ليؤمنوا لنا بعض الأعلاف، لكن للأسف لم يؤمن لنا أي طعام لمواشينا، لذلك تكون شوارع المدينة وخصوصاً في الصباح الباكر مراعيًا لها ما يساعدنا على تأمين رزقنا من البيض والحليب ولحم الدجاج ، لكننا نخاف كثيراً على حياتها بسبب طعام القمامة غير الصحي مما يسبب لها المرض فنضطر إلى ذبحها مباشرةً والاستفادة من لحمها.لكن المواطن سعيد كان له رأي عن تربية المواشي بالمدينة فأخبرنا قائلاً:نستيقظ باكراً على أصوات الماعز والكلاب التي تعوي حولها، والمواشي تبعثر أكياس القمامة لتملأ كافة الشوارع مما يسبب عذاباً كبيراً لعمال النظافة. والتقينا محمود أحد عمال النظافة في الصباح الباكر وسألناه عن رأيه في تربية المواشي داخل المدينة فأخبرنا: نحن في هذه الظروف نراعي ما يعانيه هذا المواطن الذي يعتمد على رزقه من تربية المواشي على الرغم من أنه يسبب لنا العذاب في تنظيف المدينة، لكن هذا واجبنا فنحن نعمل لمساعدة الناس، ولكي يشعروا بجزء بسيط من النظافة رغم تكالب النظام لتدمير منازلهم.