فلك أحمد
خُلقت المرأة من ضلع الرجل فهي مكملةٌ له ولا يستطيع العيش بدونها وفي نفس الوقت لا تستطيع العيش بدونه لذلك جعل الله سبحانه بينهم علاقةً متينةً هي الزواج الذي يقوم على أساس المودة والرحمة ومن هذه العلاقة تتكوّن الأسرة ثم الشعوب والمجتمعات.
ولكن هذه العلاقة بما فيها من انتماءاتٍ وروابطَ إنسانيّة لا تستطيع تفكيكها إلا كلمةٌ واحدة هي (الطلاق)هذه الكلمة التي تدخل على مسامع المرأة لتكون بمثابة الرصاصة في قلبها فهي عندما تصل إلى هذه المرحلة تنسى نفسها ويذهب تفكيرها إلى نظرة الناس إليها وماذا سيحصل بأولادها.
وأول ما تتلقّاه المرأة في هذه الحالة هي بعض الكلمات والأمثال الشائعة مثل (زوجناها كي نرتاح من بلاها) و (هم البنات للممات) هذه الكلمات تزيد حالتها سوءاً وتُدخل اليأس إلى قلبها وأصعب هذه الكلمات هي(المطلقة)فالمطلقة دائماً هي دون النساء الأخريات وخاصة في مجتمعنا الحالي الذي ينظر للمرأة وكأنّها سلعةٌ تُباع وتُشرى فالسلعة إذا كانت جديدةً كان سعرها غالياً وإذا كانت مستعملة كان سعرها أقل وهذه نظرة الناس للمرأة المطلقة فهي غرضٌ مستعملٌ قلّ سعره وفقد قيمته كأنما الطلاق أمرٌ محرمٌ على المرأة دون الأخذ بالمسببات التي أدّت للطلاق ومهما كانت الأسباب سنحكم سلفاً أنّ الرجل على صواب وسنطلق حكماً على المرأة بالنبذ الاجتماعي حتى من المجتمع النسائي!!
الطلاق في الإسلام هو أبغض الحلال لأنّ هناك حالاتٍ يكون فيها الطلاق أفضل للرجل والمرأة من الاستمرار وهذا ما حصل مع (ريم) التي تبلغ من العمر 27 عاماً.
تزوّجت ريم وهي في سن التاسعة عشر وأنجبت ثلاثة أولاد ولكنها لم تكمل زواجها وأصرت على الطلاق بسبب معاملة زوجها القاسية لها من ضربٍ وشتمٍ وإهانة فهي كانت تظن أن زوجها سيتغير مع الزمن مع وجود الأولاد ولكن كلّما مضى الوقت ازدادت حياتها سوءاً فهي طوال فترة زواجها لم تشعر بطعم السعادة.
وليس هذا السبب الوحيد لانهيار الحياة الزوجيّة بل هناك اسباب عديدة منها:
1-سوء الأوضاع المعيشية وعدم تحمّل الرجل كل مسؤوليّاته تُجاه زوجته وأولاده
2-عدم جود اولاد بسبب عقم أحد الطرفين.
3-غيرة المرأة الشديدة على زوجها والخيانة الزوجية.
4-غياب الرجل فترةً طويلة عن زوجته بسبب سفرٍ أو أسرٍ أو اختفاء وهذا ما نلاحظه في أوقاتنا الحالية.
5- الزواج القسري والزواج المبكر بقصد السترة وهو مفهومٌ طاغٍ في مجتمعاتنا يجلب كوارث إنسانية ليس هنا بيان تفصيلها.
كل هذه الأمور تقود الى الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله سبحانه لما فيه من تفكيك للأسرة وما يخلفه من آثارٍ نفسيّة وجسدية على المرأة والأولاد.
والإسلام وضع لنا أسس لبناء أسرةٍ سليمة منها:
1-الرجوع إلى الأسس الشرعية في الزواج
2-احترام الزوج لزوجته وعدم معاملتها بقسوة.
3- الطاعة للزوج واحترامه وصون كرامته وتقدير دوره.
وهذا لا يعني بأن الرجل مذنبٌ دوماً حيث لابد للمرأة من أن تتحلّى بالصبر لاسيما في ظل الحالة الاجتماعية التي تمر بها معظم العائلات السورية نتيجة الظروف السيئة وارتفاع الأسعار وعلى الرجل التأني في اختيار الزوجة الصالحة وعدم التسرّع بالطلاق حفظاً للمجتمع من التفكك وما يليه من أمراضٍ اجتماعية.