إسلام سليمان
لعلَّ أوَّل ما يتبادر إلى أذهاننا بعد سماع هذه الكلمة هو دفن البنات وهنَّ أحياء في زمن الجاهلية، وجميعنا يعرف أنَّ الرسول الكريم رفع مكانة المرأة، فانتهت حقبة وأدِ البنات في زمنه، وربَّما زمن الخلفاء الراشدين، لكن ما لا يخفى علينا جميعا أيضا أنَّنا -وفي عصرنا الحالي- نعيش جاهلية ما قبل الإسلام مرة أخرى، لكن بشكل مختلف ومتطور وبنفس مبادئ الجاهلية، فترى الفتاة في زماننا توأد أيضا عن طريق كبتها أو منعها من الخروج من البيت والمشاركة في بناء المجتمع، أو عدم السماح لها بإبداء آراءها أيضا، فيأتي القرآن ليستجوبنا مرة أخرى كما فعل من قبل؛ (وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت؟!)
بأيِّ ذنب قتلت أحلامها؟ بأي حقٍّ اغتصب دورها في الحياة؟
بأيِّ حق انتقصنا من مكانتها وصغرنا من شأنها؟ بأيِّ حق يهان الإسلام وتفهم آياته وأحاديثه على أنَّه يدعو لبقاء المرأة في بيتها، وأنَّ الأمر كلَّه للرجل، وبأنَّه يمنع اختلاطها بالمجتمع كي تبتعد عن جو الرجال؟ بأيِّ جرأة تنسفون دورها وقد ذكره الله في كتابه كما فعل للرجل؛ (إني جاعل في الأرض خليفة) (وهو الذي جعلكم خلفاء في الأرض) فكما أنَّ الرجل خليفة فهي أيضا بدورها خليفة، عليها ما عليه من تكاليف ووظائف في إعمار الأرض وخلافتها.
واختلاطها في المجتمع يعني أن تشارك الرجل في التنقيب عن مشاكله لإيجاد حلول لإصلاحه (طبعا تحت دائرة الحدود) ولا أقصد التمادي كما يمكن أن يفهمه البعض!!
الله لم يخلقنا من ذكر وأنثى لعبث حاشاه، بل لأنَّ لكلٍّ من الجنسين آراء ولمسات يضفيها على هذا العالم في سبيل جعله مكانا أفضل للعيش..
وأنا بدوري ألقي اللوم على بعض الفتيات اللواتي يظنون أنهنَّ خُلقنَ للجمال والزينة والتفاهات.. على العكس بل هنَّ قادرات على فعل المستحيل عبر إعمال عقلهنَّ وزيادة ثقتهنَّ بأنفسهنَّ ليثبتنَ للمجتمع الذي يستصغر من شأنهنَّ ويضغط عليهنَّ بأنهنَّ قادرات على أداء دورهنَّ..
لكن ومهما كانت نظرة الناس إلى المرأة دونية، يكفيها أنَّ الله قد رفع من مكانتها وذكرها في مواضع عدة، بل وجعل سورة كاملة باسمها في القرآن الكريم..
الحديث يطول في هذا الموضوع، لكن أحب أن أختتمه ببيت شعر:
وإِذا النساءُ نشأنَ في أميّةٍ … رضعَ الرجالُ جهالةً وخُمولا