كتبها : عمر خير الدينإنّ الحكمة في الحرب تقتضي التكتم عن العمل وعدم نشر الأخبار أو إعطاء المعلومات عن العدد والعتاد وهذا ما فقدته الثورة السورية منذ بدايتها ، وعلى القائد ألا يعلن انتصاره حتى يتأكد منه ، فربما لا يدري أنه يتقدم إلى حتفه ، وأن ما يراه من فتوحات ونصر عظيم ليست إلا سراباً إذا ما وصل إليه لم يجد منه شيئاً ، وكذلك عليه ألا ينتكسَ عند أول هزيمة ويضعف عند أول كبوة ، وفي غزوة أحد خير دليل وعبرة .إنّ القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء ، وعلى المجاهد أن يدعو الله في كلّ حين أن يثبته على الحق ، فكم من النّاس الذين رأيناهم على الجبهات انتكسوا وارتدوا على أعقابهم ، أو عادوا إلى مناطق النظام ، أو هاجروا خارج البلاد !!، وإنّ منهم من قال إننا قدمنا الكثير أيام السلمية ، فظنوا أنّهم أدوا واجبهم فراحوا يمنّون علينا أن ثاروا وعارضوا .وإذا عاتبت أحداً منهم قال : أنا أول من صاح الله أكبر ، وأول من كتب لافتة ، وأول من حمل بندقية ، وأول من أوصل سلة إغاثية و و و ..، وما علم أنّه اليوم في عداد القاعدين الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن أمجادهم وتضحياتهم .دقق يا أخي في قوله تعالى (( وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ))