جاد الحق
نيجيريا تقع غرب إفريقيا، وهي من أكبر البلدان الإفريقية مساحة، وأكبرها على الإطلاق من حيث تعداد السكان، إذ يبلغ تعداد سكانها 177 مليون نسمة تقريبا، غالبيتهم من المسلمين السنة، على مذهب الإمام مالك الفقهي.
كيف بدأت قصة السرطان الشيعي؟
في عام 1979 استطاع الخميني إسقاط نظام الشاه، وأعلن قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كان الخميني بارعا في التدليس وإخفاء نيته الحقيقية، بغية استغلال عواطف المسلمين ليستجر تأييدهم لنظامه الطائفي المجرم.
رفع الخميني شعارات براقة، كتطبيق الشريعة الإسلامية، والوحدة الإسلامية، وتحرير فلسطين، ومواجهة قوى الاستكبار العالمية التي تترأسها أميركا، إلى آخر قائمة الشعارات الزائفة التي يتستر خلفها كلُّ مجرم.
اجتذبت هذه الشعارات الشباب العاطفي الثوري الذي يحلم بالتحرر والغد الأفضل، ولا يملك خلفية دينية تمكنه من كشف حقيقة الشيعة.
من جملة من استهوته هذه الشعارات شاب نيجيري يُدعى إبراهيم الزكزاكي، من مدينة زاريا في ولاية كادونا، وهو خريج كلية اقتصاد من جامعة أحمد بن بللو، ولا يملك أي خلفية دينية.
تأثَّر هذا الشاب بمنشورات تطبعها وتوزعها السفارة الإيرانية مجانا في جميع دول العالم، وقد سطع نجمه إثر رفضه أداء الخدمة الإلزامية في الجيش النيجيري بعد تخرجه، ممَّا أكسبه شهرة إعلامية ومكانة اجتماعية.
وفَّرت له علاقته مع السفارة الإيرانية عدة دعوات للسفر إلى إيران، تلقى فيها مبادئ الدين الشيعي، وعاد إلى نيجيريا بتمويل كبير ليشكل ذنباً لإيران في نيجيريا.
أسَّس بداية الثمانينات المنظمة الإسلامية في نيجيريا، وعمل على نشر التشيع بشكل غير مباشر، كنشر فكر الخميني وصوره، وترويج كلِّ ما تطبعه وتنشره الحكومة الإيرانية، وإقامة احتفالات بذكرى عاشوراء، ويوم القدس، وانتصار الثورة الخمينية، من خلال ذلك استمر في دعم منظمته، وعمل على زيادة نفوذه وأتباعه.
ظلَّ على هذا الحال 15 سنة، حتى عام 1995، حيث نال في مقابلة صحفية من الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، واتهمه بالكذب!
على إثر هذه الحادثة التي كشفت خبث معتقده، أظهر ما كان يخفيه، وترك التقية، ممَّا أدَّى لانشقاق مجموعة عنه من المخدوعين فيه، وأسسوا حركة التجديد الإسلامي.
ما هي الوسائل التي اعتمدها الشيعة للانتشار؟
يتمُّ نشر التشيع عبر استهداف صنفين من الناس، الأول: هم الذين لا يملكون أي خلفية دينية تكوِّن لهم مناعة ضد الأفكار المسمومة، والثاني: أصحاب النفوس الضعيفة التي تجري خلف المكتسبات المادية، وهذا ما قام به الزكزاكي.
أيضا هنالك عامل مهم استغله الزكزاكي هو المشايخ والطرق الصوفية المنتشرة في غرب إفريقيا، إذ تعتبر الطرق الصوفية أسهل طريق لنشر وترويج التشيع، بسبب اعتماد المذهبين على العاطفة، وبعدهما كلَّ البعد عن الأدلة الشرعية والعقلية، ووجود قاسم مشترك عقائدي بينهما هو الغلو في الشخصيات البشرية وإضفاء طابع من الألوهية عليها.
فكانت جماعة الزكزاكي ترفع صور مشايخ الطرق الصوفية كالتيجانية والقادرية، جنبا إلى جنب مع صور الخميني، وتحتفل بميلاد بعض الأولياء الصوفية، وتدعو مشايخ المنفعة الصوفية لكل مناسباتها، والأخطر هو ما تقيمه من ندوات ومحاضرات تدعي فيها ألا خلاف حقيقي بين السنة والشيعة.
علاقة الحكومة بحركة الزكزاكي الشيعية
في كلِّ مناسبة أو فعالية شيعية تقيمها حركة الزكزاكي تحصل مواجهات بينها وبين الحكومة النيجيرية، منها ما حصل في عام 1997بمناسبة ما يسمى يوم القدس الذي خرجت علينا به دولة الخميني، وأدَّى إلى حصول اشتباكات بين الشيعة والحكومة النيجيرية سقط بها قتلى من الطرفين، من ضمنهم ثلاثة من أبناء الزكزاكي نفسه.
وأيضا المعارك التي حصلت في مدينة زاريا في كانون الأول عام 2015، واستمرت لثلاثة أيام سقط بها مئات القتلى من الشيعة والجيش، بعد اتهام الجيش للشيعة أنَّهم حاولوا مهاجمة قائده واغتياله.
لماذا نيجيريا؟
نيجيريا أكبر بلد مسلم سني في أفريقيا من حيث تعداد السكان، ولديها موقع جغرافي مميز على ساحل المحيط الأطلسي، وبلد له تاريخ عريق، إذ قامت به عدة ممالك إسلامية، والأهم من ذلك كله أنَّ نيجيريا تحتوي ثروات باطنية مهمة كالذهب والماس والنفط.
ما الحل؟
إنَّ سياسة إيران مع السنة تعتمد على مبدأ إشعال أكثر من حريق داخلي في أكثر من بلد سني لإبقاء السنة في حالة ضغط واستنزاف، وتعامل السنة معها لا يخرج عن إطار رد الفعل.
فأفضل من قطع الأذرع في اليمن ونيجيريا وسوريا ولبنان، أن نضرب القلب في طهران، وذلك عبر تشجيع كل مكون من شأنه زعزعة نظام ولاية الفقيه، وإشغاله بحريق داخلي في بيته، بدلا من استنزاف الجهد في إطفاء حرائق يفتعلها هو في بيوتنا.