إيناس ديبة
ثورتنا في بدايتها كانت ضد فئة ظالمة طاغية، تحكمنا قسريا بانتخابات نزيهة مدعاة أربعين عاما ونحن خلف التاريخ.
فقط أردنا أن نطل من تحت ظلِّ حذائهم الدكتاتوري العسكري على شعاع للكرامة لنتلمس فيه معنى الوجود.
بدأنا بصوت يشوبه القليل من الأمل ممزوجا بالكثير من القلق، وارتفعت الحناجر صدَاحة ممَّا أقضَّ مضاجعهم المتكئة على كم الأفواه.
واجهوا هتافنا بالرصاص، فحملنا حناجرنا الملتهبة رصاصا، وخلقنا من أرادتنا بنادق.
لم يدركوا يومها أنَّ الحرب التي يرغموننا عليها سيصبحون فيها دمى متحركة بأيادٍ دولية وإقليمية وعربية.
لم يدركوا يومها- وهم من يرون في حكم سوريا ميراثا شرعيا لطائفيتهم القذرة-أنَّهم سيصبحون ستارا دخانيا لإخفاء مطامع اقتصادية ومصالح سياسية عسكرية لمخالب ستنهش من أشلاء بقائنا جميعا.
فاليوم بعد أن خرجنا لإسقاط حكم أسطوري، القوي تعرى أمامنا بجسده الهش الهزيل المتآكل، وأصبح إسقاطه خطوة أولى وجسرا للعبور إلى بوابة الحرية المرتقبة.
فلندرك اليوم حقيقة ما يجري حولنا، لنجل من قيمة ما يصنعه أبطالنا اليوم.
يوما ما خرجوا حاملين حناجرنا المحررة من أسر البعث، واليوم يخرجون بإيمانهم وعقيدتهم وقلوبنا التي تدْعو لهم بالنصر.