محمد ضياء أرمنازي
خرجت قوات النظام من مدينة إدلب وتركت خلفها عدة مديريات مهمة، من بينها مديرية الاتصالات بأبنيتها وجميع معداتها، وقد تمَّ الحفاظ على جميع الأبنية والمحتويات ولم تتعرض للتخريب أو السرقة، وهنا كانت البداية الصحيحة.
ونظراً لأهمية هذه المؤسسة، قامت صحيفة حبر بتسليط الضوء على هذه المؤسسة المهمة وزيارتها، والتقت مع مدير المؤسسة المهندس (عبسي الحلبي) الذي فقال:
“قمنا بتفعيل البريد أول الشهر السابع سنة 2015م عقب خروج قوات النظام، حينها اجتمع موظفو البريد الذين لم يعودوا يذهبون إلى مناطق النظام بمبادرة منهم، وعملوا على تأسيس كادر للتشغيل، ووضعوا هيكلية جديدة للمديرية، وعليه أقلعت الاتصالات في الشهر الرابع، ثمَّ بدأنا بربط المركز مع المراكز الأخرى، حتَّى وصلنا إلى ربط كلِّ المقاسم التي يمكن ربطها مع مقسمنا، هذه الخطوة كانت بعد عرض هذا الموضوع على إدارة إدلب.
أمَّا بالنسبة إلى موضوع الكهرباء التي تحتاجها المقاسم نحن نعتمد على مولدات الكهرباء، ولدينا مولدتان لكلِّ مَقسم، تعمل الأولى ثماني ساعات ثم تنطفئ لتعمل الثانية، وعندما تأتي الكهرباء عن طريق الخط الإنساني يتم تغذية المقاسم بها.
أما بالنسبة إلى خدمة DSL فإنَّها كانت موجودة قبل تحرير مدينة إدلب، والبنية التحتية كانت موجودة، لكن كان الموضوع الجوهري هو كيفية تأمين حزمة DSL وقد توصلنا إلى تأمين وسيط لشراء الحزمة من تركيا بواقع 660 ميجا في الثانية، نأتي بها عن طريق كبل ضوئي إلى إدلب، ونغذي به مقاسم وتجهيزات DSL ثمَّ نقوم بتوزيعه على البوابات، ثمَّ إلى المشتركين، وقد تمَّت برمجة التجهيزات من خلال خبرات محلية بوضع جديد يتلاءم مع عملنا، وقد بدأنا بتزويد الخدمة في 1/3/2016،
وقد وصل عدد المشتركين في هذه الخدمة إلى 4200 مشترك، والخدمة في مدينة إدلب 60000 رقم، لكن ما هو قيد الاستخدام منها 20000 رقم.
أمَّا بالنسبة إلى عوائد تحصيل رسم فواتير الهاتف DSL فإنَّها تغطي تكاليف أجور قيمتها 6500000 ووقود بقيمة 12000000 و7000$ شهرياً قيمة الباقة، هذه هي المصاريف كلها، وقد انخفضت نسبة الأرباح بسبب رفع السعر وارتفاع سعر الدولار، لكن ما يغطي الكسر في ميزانية تكاليف الخطوط الأرضية عوائد DSL.
يستطيع أي شخص مقيم أو نازح بتركيب خط هاتف بشرط أن يكون عنده هوية شخصية أو جواز سفر، وخلال يوم إلى أربعة أيام يكون الخط جاهز، ولا يوجد رسوم أولية سوى مبلغ الاشتراك الشهري للخط وقدره 1000 ليرة كل شهرين، ويستطيع بعدها طلب تأجير بوابة DSL بعدة أسعار وذلك بحسب السرعة المطلوبة.
أمَّا عن السؤال: هل يستطيع النظام التجسس على الاتصالات في مدينة إدلب؟ تجسس النظام على اتصالات إدلب أمر بعيد جداً؛ لأنَّ جغرافية إدلب منقطعة الاتصالات عن العالم كله، فهي تشمل عدة مراكز محلية محررة هي: ( مركز الثورة، مركز تشرين، مركز هنانو، مركز سراقب، مركز تفتناز، مركز معرة النعمان، مركز معرة مصرين، مركز سرمدا، مركز سيجر، مركز سلقين) فكل هذه المراكز يوجد اتصال معهم، هذا من ناحية الهاتف الأرضي، لكن بالنسبة إلى موضوع DSL فهو مفتوح على العالم.
كان تحصيل جباية DSL في مركز الثورة، ممَّا يطر المواطن للمجيء إلى هذا المركز لدفع الفاتورة، ولا يوجد أي ازدحام، لأنَّ تحصيل الجباية بشكل يومي خلال شهر كامل، ومع ذلك سوف نفعِّل الجباية في كلِّ المراكز اعتباراً من 22 الشهر الجاري، ومن شأن هذا العمل تخفيف عبء القدوم إلى مركز واحد لدفع الفاتورة حرصاً على سلامة المواطن، ويستطيع المواطن أيضاً الدفع سلف شهرين أو ثلاثة أشهر للأمام.