محمد ضياء الأرمنازي
المفاوضات مع النظام، تلك الجملة التي تتكرر دائماً في معظم وسائل الإعلام، وقد ينتظر بعض الناس نتائجها بفارغ الصبر، وقد تعطي هذه الجملة أملاً كبيراً عند البعض، وقد يتشاءم منها البعض الآخر، لكن كيف ينظر إليها معظم الناس في المناطق المحررة، وهل يثقون بنتائجها؟
قامت صحيفة حبر الأسبوعية بإجراء استبانة رأي لمئة شخص من مختلف شرائح المجتمع، وقد اخترنا خمس شرائح، كالموظفين والطلاب وأصحاب المحلات والثوار والمارة في الشارع، وكان السؤال: هل تؤيد المفاوضات التي يجريها مندوبو بعض الفصائل مع النظام السوري أم لا، وكانت النتائج كالتالي:
60 % قالوا: “لا نؤيد التفاوض مع النظام، لأنَّه كاذب ومراوغ ولا يوجد عنده أي مصداقية، وقد عهدنا غدره أكثر من مرة، فهو لا يلتزم بالعهود، ولا يفهم سوى لغة القوة، (وما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة)”.
14 % قالوا: “لا نثق بالمفاوضين المندوبين عن بعض الفصائل العسكرية، لأنَّ معظمهم ليس لهم أي ثقل على الأرض، وما يهمهم هو المناصب والكراسي فقط”.
16% قالوا: ” نؤيد التفاوض مع النظام لإنهاء الحرب في سورية، لكي يتوقف القصف والخراب، ويقف شلال الدم اليومي، الناس ملَّت من هذا الواقع، وجميع الحروب انتهت بالتفاوض.
وقال بعضهم: يجب أن يكون هناك دول قوية محايدة ضامنة لهذه الاتفاقات كي لا تكون حبراً على ورق”.
10% قالوا: “نعم نؤيد التفاوض مع النظام عندما نكون أقوياء، وعندما يكون بيدنا أوراق ضغط كثيرة، لكي نفاوض من مبدأ قوة، ويجب أن تسير المعركة جنباً إلى جنب مع التفاوض على الطاولة، كما يفعل النظام تماماً، يفاوض على الطاولة ويضغط على الأرض من خلال القصف والتقدم وكسب الأراضي”.
من خلال ملامستنا لرأي معظم الناس في المناطق المحررة تبين لنا أنَّ هناك عدم ثقة بين الناس وبين النظام، ولا يمكن تغيير هذه النظرة إلا من خلال مبادرات حسن نية من طرف النظام، كإخراج بعض المعتقلين وإدخال المواد الغذائية إلى المناطق المحاصرة، وإيقاف القصف والالتزام بما تمَّ الاتفاق عليه مع مندوبي الفصائل الثورية والجهات الضامنة.