محمد ضياء الأرمنازي
كنَّا عائدتين أنا وأختي من زيارة أقربائنا في منطقة كلية الآداب، وفجأة اقتربت منَّا دراجة نارية على متنها رجلان ملثمان توقعت أنَّهما سوف يركنان الدراجة أو يريدان التحرش بنا، لكنَّهما اقتربا مني أكثر وخطفا حقيبة اليد، ودفعانا على الأرض ولاذا بالفرار، حاول بعض الشباب اللحاق بهما، لكنَّهم لم يستطيعوا بسبب سرعة الدراجة النارية.
يقول أبو الوليد: “بعد مضي أسبوع على سرقة حقيبة خطيبتي بواسطة الدراجة النارية التي كان يوجد فيها ثلاثمئة دولار أمريكي بين نقود وقيمة موبايل وجواز سفر وبطاقة شخصية وشهادة جامعية، اتصلت بنا الأمنية وطلبت منَّا الحضور، حيث أعادت لنا جميع المسروقات ما عدا النقود والموبايل، وقيل لنا: إنَّ أحد اللذين يبحثون في القمامة عن البلاستيك وجد كيسا فيه هذه الأوراق، وقام بتسليمها إلى الأمنية، وقد وضع اللص ورقة داخل الأغراض كتب عليها اعذرني فأنا بحاجة للنقود!”
قامت صحيفة حبر بزيارة الأمنية، والتقت مع (أبي الحارث شنتوت) أمير الأمنية في مدينة إدلب الذي قال: “بالنسبة إلى عدد حالات سرقة حقائب النساء التي تمَّت بواسطة الدراجة النارية في المدينة، والتي سجلت عندنا لا تتجاوز أربع حالات.”
كيف تعالج الأمنية مثل هذه الحالات؟
ولسان حال الناس يقول: شرطة الأمنية (شاطرين بالبروظة فقط)
“عندنا مشروع لحراسة السوق ليلاً، ونقوم بحراسته بشكل دائم، وعندنا أيضاً دوريات جوالة، وحواجز طيارة للقوات الخاصة لعمل كمائن تستهدف أماكن معينة بأوقات مختلفة لمعالجة مثل هذه الأمور، وقد ألقينا القبض على عدد من اللصوص، وربَّما كانوا من بين من يسرق الحقائب على الدراجة النارية، لكن من خلال التحقيقات التي أجريناها مع بعض اللصوص لم نتوصل إلى بعد إلى اللص الذي يسرق الحقائب عن طريق الدراجة الناري.”
لماذا لا يتمُّ منع الدراجات النارية غير المنمرة في المدينة؟
“أعتقد أنَّ هذا الأمر خاص في إدارة مدينة إدلب، ونحن كقوة أمنية نطالب بهذا الأمر، وأعتقد أنَّ مديرية النقل قد قدمت مشروعا لإدارة إدلب بخصوص تنمير جميع المركبات في المحافظة، لكن لا أعلم متى سوف تتم الموافقة على هذا المشروع، لكن في حال تمَّ التنمير سوف نتعاون مع مديرية النقل، وهذا المشروع سوف يساعدنا كثيراً في أمور أمنية أيضاً وليس فقط مسألة السرقة.”
لماذا لا تمنعوا سير الدراجات النارية التي يكون سائقها ملثما في المدينة؟
نحن في الأمنية نمنع اللثام في المدينة، وعندنا قرار بهذا الأمر سواء كان السائق يقود دراجة نارية، أو يقود سيارة، أو في الطرقات، وأي شخص نراه ملثما يتمُّ توقيفه والتأكد من هويته، لكن غالباً يكثر وضع اللثام في الشتاء بسبب البرد.”
لسان حال الناس يقول: يوجد في مدينة إدلب مبنى للأمنية، لكن لا يوجد أمان!
“مدينة إدلب كبيرة، وقد دخلها وافدون كثر وغرباء من جميع الأطياف، وبالنسبة إلى كادرنا البسيط، وبموجب إمكانياتنا الموجودة يعتبر الأمن في إدلب ممتازا، ولا يمكن ضبط المدينة أكثر من ذلك في ظلِّ الحرب والقصف وكثرة الفصائل، في بعض الدول الكبيرة والمتطورة والتي يوجد فيها أجهزة شرطة قوية عندما تنقطع الكهرباء ساعة واحدة تحدث عشرات من حالات السرقة والقتل والخطف”.
لا يوجد مبرر للسرقة بهذه الطريقة أو بغيرها، فالسرقة سرقة ولو اختلف الأسلوب، ولن يغير الاعتذار شيئا من هذه القضية؛ لأنَّ الاعتذار يأتي بعد الاعتراف بالخطأ، ثمَّ إعادة جميع الممتلكات المسروقة إلى أصحابها الأصليين.
أعتقد أنَّ هناك جزء من المسؤولية يقع على عاتق الإدارة في مدينة إدلب بسبب بطء اتخاذ قرار تفعيل مشروع التنمير الذي قدمته مديرية النقل منذ شهرين تقريبا، للحد من المخالفات المرورية، وتقليص عدد السرقات، لكن للأسف إلى اليوم لم يتم الموافقة على مشروع التنتمير المهم!!