جهاد جمال
الخبر:
روسيا تستهدف الجيش السوري الحر في البادية السورية
التعليق:
للمرة الثانية تستهدف الطائرات الروسية الجيش السوري الحر في البادية السورية خلال تصديه للميلشيات الأجنبية وبقايا قوات النظام التي تحاول جاهدة التقدم نحو معبر التنف الحدودي مع العراق والأردن، والملفت للانتباه أنَّ هذا الاستهداف يتزامن مع تقدم ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية نحو بلدة أبو جريس الاستراتيجية التي تعتبر نقطة التلاقي الحدودية مع سورية وتحازي مدينة الحسكة من الجهة الشرقية الجنوبية، وتعتبر نقطة الانطلاق للسيطرة على باقي الشريط الحدودي وصولاً إلى مدينة البوكمال جنوباً.
هذا التصعيد قابله تصعيد آخر من قبل قوات التحالف، حيث قامت باستهداف قوات النظام والميليشيات الموالية له في منطقة الزرقا الأسبوع الفائت، وكذلك إلقاء منشورات تحذيرية لهذه القوات بعدم الاقتراب من منطقة التنف الحدودية، والاتجاه نحو الشرق وإلا تعرضت إلى القصف من طائراته، كما أنَّ هذه التطورات رافقها تطور آخر وهو تحويل اتجاه المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية من قبل قوات سورية الديموقراطية من الرقة إلى الشرق.
هذه التحركات من قبل القوات المتصارعة والتسابق نحو الشرق ينطلق من الحقيقة الاستراتيجية القائلة: إنَّ من يملك مفاتيح التحكم بالقرار السوري عليه أن يملك مفاتيح السيطرة على مدينة دير الزور والمنطقة الشرقية ككل؛ وذلك لعدة اعتبارات:
أولاها أنَّها تقطع الطريق بين العراق وسورية وبالتالي التحكم بمعايير القوة على الأرض باعتبارها بوابة تصدير السلاح والذخيرة والقوة البشرية إلى سورية سواء بالنسبة إلى النظام أم بالنسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية وحتى قوات المعارضة.
أمَّا الاعتبار الثاني فهو يكمن بالسيطرة على المقدرات السورية الرئيسية من نفط أو غاز أو فوسفات، وهو أيضاً من أهم الاعتبارات التي تلعب دوراً مهما في التحكم في القرار السوري عامة.