ناشد رئيس الحكومة السورية المؤقتة في مؤتمر صحفي عقده اليوم في اسطنبول مع رئيسة وحدة تنسيق الدعم السيدة سهير الأتاسي،
المجتمع الدولي والدول العربية، التدخل السريع، لحماية اللاجئين في مخيمات الشتات في سورية ولبنان والأردن، للحد من آثار العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة منذ يومين، والتي أودت حتى الآن بحياة نحو عشرة سوريين بينهم عدد من الأطفال، واستصرخ الطعمة باسم الأطفال الضحايا، ضمير المجتمع الدولي وضمائر الأشقاء العرب، كي ينقذوا أرواح السوريين، ويكونوا عوناً لهم، وأكد على أن ( كل طفل سوري يواجه هذه الظروف الطبيعية التي لاترحم، ماهو إلا اختبار للقيم الإنسانية……)
وأضاف الطعمة( إنني كرئيس للحكومة السورية المؤقتة، ألتمس من كل قادرٍ على المساعدة أفراداً ومنظمات ودولاً أن يدرك بعمق حجم المعاناة، وأن يبادر منذ اللحظة إلى رفع عبئها عن أبناء شعبي……)
النص الكامل : د. أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة
أناشد كرئيس للحكومة السورية المؤقتة الأشقاء العرب والمجتمع الدولي ، وكلّ ذي ضمير حي في العالم أن يغيثوا أشقاءهم السوريين في محنتهم التي حصدت أرواح أكثر من عشرة سوريين في الداخل وفي بعض مخيمات دول الجوار، بسبب ظروف الطبيعة القاسية التي تمر بها المنطقة .
إن السوريين الذين هربوا من جحيم الاستبداد ومن نار حممه بأرواحهم وأرواح أبنائهم يواجهون اليوم جحيم البرد الذي لايرحم بالصدور العارية التي واجهوا بها رصاص الغدر الأسدي .
إن روح الطفلة هبة عبد الغني التي أجهز عليها البرد في أحد مخيمات لبنان ، وروح عمار كمال الذي قضى تحت وطأة البرد ، وروح الطفل ماجد بدوي وغيرهم تستصرخ ضمائركم أن تنقذوا أرواح أشقائهم السوريين، وأن تكونوا عوناً لهم بأقصى ما تسطيعون وبدون تسويف ولا استرخاء فكلّ طفل سوري يواجه هذه الظروف الطبيعية التي لا ترحم اليوم ما هو إلا اختبار للقيم الإنسانية والأخلاقية ولمدى تحققها أو مدى زيفها.
لقد ترك العالم السوريين عزل في مواجهة نظام الاستبداد، ولم يعدم مبررات لتقصيره وهم يقتلون بكل أنواع أسلحته ، وتخلّى عنهم عندما تجاوز نظام الأسد المجرم ما سمي بالخط الأحمر باستخدامه للسلاح الكيماوي تحت ذرائع استطاع أن يغلف بها عزوفه عن نجدتهم وتخاذله عن إنقاذهم من براثن وحشيته فلم يجد من استطاع الهرب منهم سبيلاً إلا العيش في المخيمات في دول الجوار ومن بقي منهم صار لزاماً عليه أن يعيش في ظروف لا يتوفر فيها الحد الأدنى من شروط الحياة الطبيعية وأن يواجه إجرام النظام وظروفاً طبيعية لا يملك أي ّمقوم من مقومات مواجهتها .
لا سبيل اليوم لاختراع أي ذريعة ولا يستطيع أي متحذلق مهما بلغت براعته في اختلاق المبررات أن يذر السوريين يموتون من البرد ؛ فقد تجاوزت القضية أي اعتبار سياسي وصارت محض قضية إنسانية وأخلاقية .
إنني كرئيس للحكومة السورية المؤقتة ألتمس من كل قادر على المساعدة أفراداً ومنظمات ودولاً أن يدرك بعمق حجم المعاناة ، وأن يبادر منذ اللحظة إلى رفع عبئها عن أبناء شعبي الذي عانى ويعاني من كل ّ صنوف القهر والبؤس والشقاء، وأن تُنحّى كلّ الاعتبارات الضيقة التي يمكن أن تغبّش رؤية البعض، فلقد انكسر الميزان أكثر مما ينبغي وأكثر مما يقبله أي ضمير .
وأتوجه بالشكر لكل جهة قدمت ما تستطيع من مساعدة ، وأطالب بالمزيد فمعاناة إخوتي وأبنائي السوريين لا تحتمل الآن أي جدل ، ولا قبل لها بتحمل أي تأجيل .