تعدُّ جامعة إدلب من أهمّ المؤسسات التعليميّة التي حافظت على نجاحها المستمر بجهود الكادر الإداري والتعليمي الذي كان ولا يزال يكافح ويبذل أقصى جهوده حتى تبقى الجامعة صامدةً رغم حالة عدم الاستقرار في مدينة إدلب.
وكانت جامعة إدلب من أهمّ المؤسّسات التعليميّة التي اُفتتحت بعد تحرير المدينة، حيث ضمتِ الجامعة العشراتِ من الكليات والمعاهد لتكون فرصة الطالب أكبر لتحقيق رغبته في الفرع الذي يفضِّله.
وبحسب إحصائيّةٍ لجريدة حبر فإنَّ عدد الطلاب يتراوح بين 6500 و7000 طالبٍ، والعدد في تزايدٍ مستمر مع كلِّ خطوةٍ تخطوها الجامعة على درب النجاح والتميز.
في لقاءٍ لجريدة حبر مع الدكتور “محمد الشيخ “رئيس الجامعة المنتَخب طرحتِ الصحيفة الأسئلة الآتية:
ما أهمية تشكيل مجلس التعليم العالي المستقل؟
“التعليم العالي هو أهمّ إنجازٍ تحقّق حتى الآن في الثورة السورية، كما تعتبر عودة آلاف الطلبة إلى المقعد الدراسي إنجازاً عظيماً في ظلِّ هذه الظروف، وعملنا على أن يكون قرار المجلس مستقلاً عن الحكومة المؤقتة وعن الفصائل”.
ويضيف: ” خلال العاميين الماضيين عملنا كثيراً على هذا الأمر وتوصَّلنا أخيراً لتوقيع مذكرة التفاهم مع الإدارة العامة للخدمات وتقضي بأن يكون مجلس التعليم العالي مستقلاً تماماً مع استقلال جامعة إدلب”.
ما طبيعة علاقة الجامعة بالجهات الأخرى؟
“جامعة إدلب كانت تابعةً لإدارة المدينة وإدارة التعليم العالي، والعملُ بعيدٌ عن الفصائل، ولكن كان فيه شيءٌ من التدخل أي أنَّ القرار ليس كاملاً لرئيس الجامعة، وكان التدخل يقتصر على أمور السياسة العامة، وخاصة الأمور الماديّة وبالتالي هذا كان يؤثر على قرار رئاسة الجامعة”.
ماهي الخطة القادمة للجامعة من حيث الإدارة والرسوم؟
” اعتباراً من 2017/8/15 سينتهي عمل إدارة التعليم العالي وسيكون هناك رئاسةٌ مستقلة لجامعة إدلب، ورئيس الجامعة هو صاحب القرار الأول مادياً وإدارياً، وهو من يشكّل إدارة الجامعة، وهو المسؤول أمام الأكاديميين عن العمل في الجامعة، وهناك بعض العمداء التزموا مثلا بجامعة حلب لذلك لا بدَّ من إعادة هيكلية الجامعة من الرئاسة إلى العمادة، وسيكون ذلك بإدارة الجامعة وكلُّ من كان في العام الماضي سيُستبدل”.
أمَّا عن الخطة المستقبليّة في قضية رسوم الطلبة ” فبعد هذا الاستقلال من المتوقع أن نحصل على دعم لأنَّ أغلب الداعمين كانوا متخوفين من إدارة المدينة، وبالتالي بعد الاستقلال أصبح القرار أكاديمياً بكلِّ ما تعنيه الكلمة من معنى، وللداعم الحرية في الدعم دون أيِّ ضغوطاتٍ أو تخوِّفٍ من أيِّ تصنيفٍ معين”.
ما هي المشكلات التي تواجهكم؟
“لدينا مشاكل كثيرة في التعليم العالي أولها التخبط في القرارات بين الجامعات، فكل جامعة وكأنّها دولة مستقلة وهذا يوثر سلباً على الطالب.
هل ستُوَّحد المناهج بعد الاستقلال؟
“طبعاً هناك توحيد للمناهج وكلّ جامعة ستقدِّم خطةً مناسبة لها، والتوحيد ربما لا يكون بشكلٍ كاملٍ ولكن على الأقل بنسبة 90% من المواد الموجودة”
ماهي العلاقة بين جامعة إدلب وحلب قبل وبعد الاستقلال؟
” جامعة حلب تابعةٌ للحكومة المؤقتة ودعمها خاص، أما جامعة إدلب لم يكن لها داعمٌ سوى قسط الطلبة، وفي حال تأمين الدعم ستنخفض الأقساط، ولكن لا أعد بإلغائها لأنَّ الجامعة تحتاج إلى ما يقارب المليون دولار سنوياً”.
هل الانضمام إلى مجلس التعليم العالي يساعد في تأمين الاعتراف؟
” أولاً يحتاج الاعتراف إلى استقرارٍ في القرار، ثانياً المستوى التعليمي ولن نحصل على الاعتراف إلا بعد متابعة الخريجين وفحص البنى التحتية، وما يهمنا هو تخريج طالبٍ يستحق أن يكون طبيباً أو معلماً …..”
ماذا عن شهادة التخرج من جامعة إدلب وكيف تتعامل الدول معها؟
“قبل استقلال الجامعة الطالب الذي معه شهادة من جامعتنا يذهب إلى أيِّ دولة وأموره ميسرة ويعمل بها”
ماذا عن الاعتراف بشهادة الجامعة سياسياً؟
“عندما تعترف الدول بوجود دولة في المناطق المحررة عندها سيتم الاعتراف بجامعة موجودة في تلك المنطقة، قضية الاعتراف السياسي ليست بيد الجامعة إنما بيد الدول”.
كيف ترى الجامعة قبل الانضمام وفي الوقت الحالي وفي المستقبل؟
” نشكر الكوادر في السنوات السابقة ولكن كان فقط أمر تخوّف الداعمين وذلك لارتباط الجامعة بالإدارة، أما الآن أصبح القرار مستقلاً وأصبح أسهل، أما المستقبل فنأمل من الله أن تستمر الجامعة نحو مزيدٍ من الإنجازات.
وهكذا تعتبر جامعة إدلب من الجامعات المتينة بإرادة كوادرها واختصاصاتها المختلفة لتبقى متألقة في ميدان التعليم العالي السوري.
1 تعليق
عمار المحمد الإبراهيم
قرار صائب وحكيم: استقلالية التعليم، يعني مرحلة البناء المهم والتطور والتقدم العلمي
اي فصل العلم عن السياسة (العلم ثابت والسياسة متغير) والانسان يحب الثابت ولا يحب المتغير.