بقلم : صادق الأمينإنَّ ما حدث في الوطن العربي ممَّا يسمى بالربيع العربي من ثورات نادت بالحرية و أخرى مضادة وغير ذلك من أشكال الحراك السياسي والاجتماعي، قد تبعه الخريف سريعاً ومباشرة من دون المرور بفصل صيف، إنَّ كل الطامعين في الشرق الأوسط سواء من الغرب أو الشرق أو حتى الفضاء الإقليمي تعاونوا وتكاتفوا لنسج مؤامرة عميقة وقوية وطويلة الأمد، وهي بمنزلة دروس قاسية ومريرة للمسلمين عموماً والعرب خصوصاً، وكأنَّ العرب وحدهم من يملكون الموقع الاستراتيجي والثروات المهمة في العالم! إنَّ هؤلاء جميعاً أجمعوا على القول: أيتها الشعوب العربية والمسلمة، الحرية لا تليق بكم، وكرامتكم في مهب الريح، لن يكون قراركم مستقلاً، ولن تستطيعوا أن تحكموا أنفسكم بأنفسكم وباختياركم طالما نحن أقوى منكم. إنكم بين خيارين إمّا أن ترضوا بالدكتاتوريات التي نفرضها عليكم وبأشخاص منكم أو ندخلكم بالفوضى والتي سميناها لكم بـ (الفوضى الخلَّاقة) نعم الفوضى الخلَّاقة التي تخلق لنا النفوذ الثوري ونخلق لكم التخلف والتشرذم.سنوصلكم إلى قول “رحمَ الله أيام الدكتاتوريات”، سنجعلكم تندمون على أيام حكم الفرد، ستقولون: “إنَّ اضطهاد الدكتاتور أرحم من الفوضى وتحكم أمراء الحرب”، سنجعل جماهيركم تثور وتطالب بحكم الفرد، وهذا ما يفيدنا إذ إنَّنا في الغرب نفضل أن نتعامل مع شخص يملك كلَّ الصلاحيات على أن نتعامل مع مجموعة تمثل شعباً لا يمكن إملاء شروطنا عليه.