إنَّ تشتت الجهود الإنسانية في الداخل السوري خلق فوضى عارمةً في المجالات الإغاثية والخدمية والتنموية في الداخل المحرر نتيجة كثرة قلة الجهات الداعمة وكثرة المؤسسات العاملة على الأرض وعدم توفر صيغة تفاهم تجمع بين هذه المؤسسات لتشكيل كيان موحَّد يخدم الشعب السوري في جميع المجالات.
وبهدف تحسين الأوضاع الإنسانية شكَّل عددٌ من الأطباء والمهندسين والمدرسين وذوي الخبرة الهلال الإنساني من خلال مؤتمر تأسيسي عقده الدكتور محمد عناد العوض.
بدأ المؤتمر بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم عرَّف الدكتور محمد بالهلال، فهو مؤسسة مستقلة حيادية عالمية تهتم بالناحية الإنسانية ولا تتدخل في الأمور السياسية والعسكرية لحفظ كرامة الإنسان وتأمين حقوقه.
يمتلك الهلال الإنساني 5000 متطوع و50 مكتب موزع داخل المناطق المحررة، فهو يسعى للحصول على الاعتراف الدولي من خلال الوجود على أرض الواقع في الأعمال الإنسانية والتوصل والتعرف على جهات داعمة تستطيع توفير الدعم مادياً ودولياً.
يستطيع أي شخص أن ينتسب إلى الهلال دون النظر للشهادة، أما في التمثيل الإداري فالشهادة مطلوبة.
يستمد الهلال الإنساني دعمه من الموارد الآتية:
- الاشتراكات الفردية.
- المشاريع الهلالية: وهي مراكز تقدم خدمة طوعية وتكون مدعومة من منظمات.
- المشاريع الإنتاجية التي تهدف لسد النقص المادي.
- الدعم المادي من المؤسسات.
يتعاون الهلال مع الحركات الثورية والشبابية العالمية التي تنادي بالتحرر بما لا يتعارض مع الفكر المعارض في المناطق المحررة كما يتعاون مع المجالس المحلية والمؤسسات المدنية داخل المناطق المحررة.
يهدف الهلال الإنساني لتكوين جهة داعمة تضم الدعم وتعرف مصادره وتوحد الجهود الإنسانية وتسعى ليكون لها ممثلون في الحكومة السورية والمعابر الحدودية، كما يهدف إلى نزع الثقة عن الهلال السوري في مناطق النظام الذي يسخره النظام ويحتكره لتأمين خدماته لجنوده المصابين في المعارك.
المهندس أحمد مطيع منسق مكتب محمبل في ريف إدلب قال: “إنَّ المكتب غير مدعوم، لكنَّنا نتواصل مع المنظمات بشكل مستمر، واستطعنا توفير مشاريع بتكلفة 100ألف دولار، وبذلك استطعنا الظهور والحصول على ضجة إعلامية بهدف خلق بصمة في المجال الإنساني ومحاولة الحصول على الدعم لكل مكاتب الهلال.”
المدرس فادي حاج أحمد منسق مكتب الريف الجنوبي قال: “المكتب ما يزال حديثاً، وستسعى لتحسين الأوضاع المعيشية داخل الريف الجنوبي لا سيما في المجال الطبي، وذلك من خلال توفير المساعدات الطبية وإنشاء النقاط الطبية الثابتة والمتنقلة إضافة إلى الاهتمام بالجوانب الإنسانية من إغاثة وتنمية وخدمات.”
ويعدُّ الهلال الإنساني الجهة الأولى التي تدعو لتوحيد الجهود، كما سيشكل قوةً كبيرةً ومضاعفة في المجال الإنساني بما يخدم المناطق المحررة، ويساهم في توفير ظروف إنسانية وخدمية.
فهل يستطيع الهلال تحقيق أهدافه ليكون هلالاً ينير سماء الداخل المحرر؟؟