يعاني القطاعُ الخدمي من مشكلاتٍ عديدة في معظم مناطقِ ريف حلب الغربي وتتركّز هذه المشكلات في مجال المياه والكهرباء حيث تعاني معظم القرى من شحّ المياه وندرةِ الكهرباء، إضافة إلى الطرق غير المعبّدة التي تزداد خطورتها يوماً بعد يومٍ وتسبب نزاعات وحوادث تودي بحياة المدنيين نتيجة سوئها وغياب الشاخصات المرورية في معظم الطرقات التي لم تُستهدف بمشاريع خدمية.
لذلك قامت الشرطة الحرة بدعم من لجان أمان وعدالة مجتمعية بمشروع تعبيد الطرقات في الريف الغربي والمؤدية إلى بلدة باتبو، ففي النصف الثاني من عام 2016 أُبلغت الشرطة الحرة بوقوع 36 حادث سير نتج عنها حالتي وفاة وعشرات الإصابات بسبب غياب مطبات السرعة والشاخصات المرورية، وانتشار الحفر في فصل الشتاء وتخدم هذه الطرق كلا من النازحين وسكان البلدة ويعد تعبيدها أولوية ضرورية لمعظم السكان.
وستحسّن هذه الطرقات عملية الخروج والدخول إلى مخيّمات النازحين وتوفّر الوصول إلى مركز الشرطة الحرة وستحدُّ من التوتّرات الناتجة عن سوء البنية التحتية.
أما دور الشرطة الحرة فيتمحور في تحويل حركة المرور حول موقع البناء خلال فترة التنفيذ ومتابعة عمليّة التنفيذ واستقبال الشكاوى والعمل على حلها إضافةً إلى تنظيم المرور وتسيير الدوريات بشكل يومي وبالتالي سينعكس العمل إيجاباً على الحالة الأمنية في البلدة.
ومن أهم مخرجات المشروع:
- تأهيل وتزفيت 3962 متراً من الطرق.
- إصلاح الحفر في1200متر.
- تنفيذ مطبات سرعة وتوفير جميع المواد اللازمة.
- تقديم وتركيب 7 شاخصات مرورية.
وبالتالي سيؤدي المشروع إلى الحد من الحوادث وتقليل عدد الإصابات وتحسين الاستجابة لحالات الطوارئ وتخفيف النزاعات وزيادة التعاون بين المؤسسات المدنية وزيادة الثقة بينها.
وتصل تكلفة المشروع إلى 116752 دولاراً ليكون بذلك أضخم مشروع تعبيد للطرقات في الريف الغربي وكانت مدة المشروع عشرة أسابيع ويتولى التنفيذ المتعهد مهنا حسن الكعود كجهةٍ منفذةٍ مدعومةٍ من لجان أمان وعدالة مجتمعية التي تقوم بمشروعات خدمية في معظم المناطق المحررة وأكثر هذه المشروعات يكون تحت رعاية الشرطة الحرة التي تعد إحدى الجهات المدنية العاملة في المناطق المحررة وتقدم خدماتِها للمدنيين على مدار الساعة.
صحيفة حبر زارتِ المكتب الإعلامي في مركز الشرطة الحرة في باتبو والتقتِ الإعلامي محمد عبد الكريم الذي أفاد أن الشرطة الحرة وانطلاقاً من دورها المدني والأمني تساهم في تنفيذ هذه المشاريع وستستعى الشرطة إلى توفير الظروف الأمنية الآمنة، وتوفير الخدمات إلى جميع المدنيين داخل المناطق المحررة كما تؤكد الشرطة جاهزيتها للتعاون مع أي جهة مدنية تسعى وتبذل جهدها في خدمة المناطق المحررة خدمياً وأمنياً.
ربما يكون مشروع تعبيد الطرقات خطوةً أولى ثابتة لتوفير الخدمات الضرورية في المناطق المحررة، وقد يدفع عدداً من المنظماتِ المدنية والجمعيات إلى الاهتمام في الجانب الخدمي الذي يتهاوى من شدة المعاناة والنقص والاحتياج.