بقلم المحامية سماح(I don’t work I’m princes) اعتادت بعض الفتيات أن يكتبن هذه العبارة التي تعني “أنا لا أعمل أنا أميرة” والسؤال: هل من تعمل هي أقل شأناً منهنَّ؟يقول أحدهم: أنا لا أرضى لأختي أن تعملهذه العبارات بتنا نستغرب سماعها في هذه الأيام، فلمَ يعدُّ عمل المرأة عاراً أو عيباً؟! ولمَ لا يرضى الرجل الرافض لإناثه العمل، وكأنَّ من يرضى بذلك فيه نقص أو أقل كرامة من قائل هذه العبارة؟! وإن كان ذلك وجهة نظر شخصية (ربما طبقية ربما أخرى) فهي لا تتناسب حتى اجتماعياً، فقد مللنا عبارة المرأة نصف المجتمع، وأنَّ المرأة ملكة في بيتها، فماذا عن تفعيل هذه النصف؟ ولمَ يجب أن نعطله؟! يجب على المرأة أن تتحمل مسؤوليتها تجاه المجتمع، وأن تشارك في بنائه، وألَّا تكون عالة على النصف الآخر من المجتمع، وذلك في حدود طاقاتها وطبيعتها دون أن تكلف ما لا تطيق.ولمَ بعض الأعمال تعد عاراً أو عيباً إذا امتهنتها المرأة ما دام أنَّ هذا عملاً حلالاً يجرُّ رزقاً طيباً ويسدُّ رمقاً وحاجة بدلاً من التسول والحاجة للآخرين؟! مهما كانت طبيعة العمل فهذا لا يعد إهانة لمن كانت امرأته أو زوجته أو ابنته قد امتهنت عملا ما، والعمل بحد ذاته ليس إهانة، فلكل منَّا ظروف معينة وقسمة معينة في هذه الحياة، ولن أعطي أمثلة عن أعمال معينة حتى لا يشكل ذلك حساسية لأحد، فلكلٍّ منَّا عمل وهو بارع فيه مهما صعد أو نزل. كما قال تعالى:أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَـٰتٍۢ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًۭا سُخْرِيًّۭا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌۭ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿٣٢﴾الزخرففقد قسم الله عزَّ وجلَّ الزرق بين البشر، وجعل بعضهم مسخراً لبعضهم الآخر ولا ينقص ذلك من قيمة أحد مادام رزقاً حلالاً طيباً، ومنهم من يعتبر عمل المرأة في حدِّ ذاته غير لائق مهما كانت المهنة، ولا ننكر أنَّ بعض المهن لا تستطيع المرأة أن تتخذها مهنة بسبب طبيعة العمل القاسية والتي تعارض طبيعة المرأة الخَلقية.لكن هناك مجالات أخرى في الحياة يمكن لها أن تبرع فيها وتشارك كعضو فاعل في المجتمع دون أن ينقص ذلك من أنوثتها شيء، ودون أن يجلب عليها ذلك العمل عيبا لها.أحبُّ أن أنوه إلى نقطة وهي أنَّ المرأة قد تعمل لطموح وتحقيق غاية ما أو لمساعدة الأسرة أو مساعدة الزوج في تحمل أعباء الحياة، وهذا في حدِّ ذاته يعد شيئا محترماً، لأنَّ ذلك كله في سبيل التعفف وعدم السؤال والحاجة مادام كان عملاً يجلب رزقاً حلالاً وضمن الضوابط الأخلاقية والشرعية، فما المانع من ذلك؟!أريد أن أشير إلى أنَّ أحد أسباب عمل المرأة هو عدم ثقتها في الرجل سواء كان (أخ أب زوج) وخوفها من الحاجة إليه في حال تخلى عنها في لحظة ما في ظل زمن تغيرت فيه النفوس لتُترك وحيدة تواجه عالماً مادياً، فتسعى لتحقيق الاستقلال المادي في عمل ثابت يكون مصدر رزق شريف يصونها من الحاجة.نهاية: إنَّ عمل المرأة وواجبها تجاه أسرتها لا يتعارضان ما دام ذلك وفق المعدل الطبيعي لساعات العمل، ومادام العمل مراعياً لطبيعة المرأة، وما دامت المرأة تسعى إلى تنظيم ذلك وتحقيق التوازن بينهما، لتكون ناجحة في أسرتها، فالرجل يكون ناجحاً في مجاله كما ستكون المرأة ناجحة في مجالها دون أن يؤثر أحدهما على الآخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول هنري دي كاستري”إننا لو رجعنا إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومكان ظهوره لما وجدنا عملا يفيد النساء أكثر مما أتاه عليه السلام، فهن مدينات لنبيهن بأمور كثيرة، وفي القرآن الكريم آيات ساميات في حقوقهن وما يجب لهن على الرجال..ويرى القارئ من جميع تلك الآيات مقدار اهتمام الإسلام بمنع عوامل الفساد الناشئة عن التعشق بين المسلمين لكي يجعل الأزواج والآباء في راحة ونعيم. ولقد أصبحت للمسلمين أخلاق مخصوصة، عملا بما جاء في القرآن أو في الحديث، وتولدت في نفوسهم ملكات الحشمة والوقار، وجاء هذا مغايرا لآداب الأمم المتمدنة اليوم”الكونت هنري دي كاستري (1850-1927 (مقدم في الجيش الفرنسي، قضى في الشمال الإفريقي ردحا من الزمن. من آثاره: (مصادر غير منشورة عن تاريخ المغرب) (1905) و (الأشراف السعديون) (1921) و (رحلة هولندي إلى المغرب) (1926) وغيرهما .