أجرى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتصالات هاتفية منفصلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، تناولت التطورات السياسية في سوريا، إضافة إلى قضايا إقليمية أخرى، من بينها الأوضاع في غزة ولبنان.
وخلال الاتصال الذي جمعه مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ناقش الأمير تميم المستجدات في سوريا، مؤكداً موقف بلاده الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها. كما شدد على أهمية تحقيق الاستقرار في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد. وكانت قطر قد لعبت دورًا بارزًا في دعم التحولات السياسية في سوريا، حيث كان الأمير تميم أول زعيم عربي يزور دمشق بعد الإطاحة بالأسد، حيث التقى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، وأكد دعم الدوحة لمرحلة الانتقال السياسي في البلاد.
وفي اتصال مماثل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تم التأكيد على دعم عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما يضمن احترام حقوق جميع المواطنين السوريين. وأعرب الجانبان عن التزامهما بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار وإعادة بناء سوريا على أسس جديدة تعزز السلم الأهلي وتحترم تطلعات الشعب السوري.
اقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار اللحوم يدفع سكان إدلب إلى الاعتماد على الدجاج
وتأتي هذه الاتصالات في وقت تواصل فيه الحكومة السورية الجديدة اتخاذ قرارات جوهرية لتعزيز الحكم المدني، حيث تم تعيين أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، كما أعلنت السلطات الجديدة عن حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، وإلغاء العمل بالدستور القديم، إضافة إلى حل حزب البعث الذي حكم سوريا لعقود.
وتشير هذه التحركات إلى اهتمام دولي متزايد بالشأن السوري، وسط مساعٍ لدعم الانتقال السياسي وضمان استقرار البلاد بعد سنوات من الصراع. وكانت وزارة الخارجية القطرية قد رحبت، في بيان رسمي، بالخطوات التي تتخذها الحكومة الانتقالية لتعزيز التوافق الوطني وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة، مؤكدة دعمها لعملية بناء سوريا جديدة قائمة على القانون والمؤسسات والتنمية المستدامة.
من جانبه، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات سابقة، التزام بلاده بدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي وصفها بأنها أحد القوى الرئيسية في محاربة الإرهاب، مشدداً على ضرورة التعامل مع التغيرات الجارية في سوريا بواقعية.
تعكس هذه الاتصالات الجهود الدولية المتسارعة لمواكبة التحولات السياسية في سوريا، في ظل مرحلة جديدة تسعى فيها البلاد إلى تجاوز عقود من الاستبداد والصراعات نحو مستقبل أكثر استقرارًا.