أهالي مدينة مسكنة يواجهون خطر التشيع والتغيير الديموغرافي

عبد العزيز عنان

0 618

عبد العزيز عنان

تشهد مدن وبلدات ريف حلب الشرقي خاصة مدينة (مسكنة) محاولات حثيثة من قبل الميلشيات الإيرانية ووكلائها في المنطقة؛ لنشر المذهب الشيعي (الاثنا عشري) المرتبط بالمذهب الشيعي الإيراني.

دعوات التشيع لاقت ترحيبًا عند مؤيدي النظام، وبدؤوا بترويج الفكرة بين الأهالي متسلحين بالأموال الطائلة، وتقديم المساعدات واستقطاب الشباب وتجنيدهم برواتب عالية خدمةً للمشروع الشيعي في المنطقة الذي يهدف إلى تغيير ديمغرافي في المنطقة.

طلائع دعوات التشيع المقيت بدأت بزيارات مكثفة لمعممين إيرانيين إلى بلدة مسكنة الواقعة في عمق الريف الشرقي لحلب، وخلال الأيام القليلة الفائتة أجرى وفد ديني إيراني يترأسه رجل الدين الشيعي (عبد السيد الموسوي)، وهو مسؤول ملف التشيّع في سورية، جولات في المنطقة، واجتمع بعدد من شيوخ العشائر، تمهيدًا لافتتاح حسينية في مدينة مسكنة هي الأولى في المدينة، وتم الاتفاق على افتتاح مكاتب عسكرية لاستقطاب شباب المنطقة في ميلشيات (لواء زينبيون) المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، في مدينتي دير حافر ومسكنة.

اقرأ أيضاً: مراكز تقنية تطلق موقعاً لملاحقة الأجهزة المسروقة في المحرر

وللوقوف على حقيقة الأمر أكثر، التقت صحيفة حبر (أبو جابر)، وهو أحد السكان المهجرين من بلدة مسكنة ويقطن في المناطق المحررة، يقول (أبو جابر): “بعد سيطرة النظام على ريف حلب الشرقي وانسحاب تنظيم داعش منها، دفعت الميلشيات الإيرانية بتوجيه أنظارها نحو ريف حلب الشرقي لنشر مذهبهم الطائفي لأسباب عديدة، منها بُعد المناطق عن بعضها البعض، وانتشار الجهل بشكل كبير جدًا بين الأهالي ورغبتهم في محاربة فكر داعش الذي كان يقيد حياتهم بحجة الدين.

والموقع المهم المميز الذي يربط مناطق سورية ببعضها، وكون منطقة شرق حلب خاصة قريبة من مناطق المعارضة ومناطق قسد.

تلك الدوافع وغيرها صبت في مصلحة الميلشيات الإيرانية، ومهدت للدعوة بشكل مريح وسط قبول وتسهيلات من النظام الذي يرد الجميل والعرفان لإيران.”

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وأردف (أبو جابر) سببًا جد مهم وهو: “الفقر المدقع السائد في المنطقة، الذي دفع المئات من أبناء الريف الشرقي بالانتساب للواء الباقر الممول إيرانيًا، الذي يدفع رواتب تعدُّ جيدة جدًا قياسًا برواتب النظام التي لا تسدُّ الرمق.”

وأضح (أبو جابر) أن المساعي الإيرانية نجحت في استقطاب شيوخ العشائر المكوِّن الأساسي في مدينة مسكنة، الذي ترجم المساعي على أرض الواقع بالتخطيط والبدء في بناء أول حسينية في مدينة مسكنة، وسط تكتم على الموضوع وإهمال متعمّد.

وأردف (أبو جابر) أن الوضع خطير، وإذا استمر المشروع ولم يوقفه أحد سيصبح ريف حلب الشرقي شيعي بالكامل سواء رضينا بالتشيع أم لم نرضَ؛ لأن أكثر ما يثير اهتمام إيران في ريف حلب الشرقي تركيبة المجتمع العشائرية فيه، وذلك بعد أن أدركت إيران أهمية الجانب العشائري في سورية بعد تجاربهم مع العشائر العراقية التي كانت ندًا قويًا لكل من يقف في وجه المدّ الشيعي.

استهداف العشائر السورية وتحويلها من المذهب السني إلى الشيعي حلم قديم جديد لإيران، وكانت خطة النظام من قديم الزمان إهمال المنطقة ومحاولة وتجهيل أهلها بحرمانهم من التعليم والمدارس، ومنع الاجتماعات الدينية وغيرها، بهدف نشر التشيع بين أوساط القبائل السورية، إلا أن هذه الدعوات السابقة جُوبهت بالرفض، أما اليوم فالوضع اختلف كثيرًا، فبتشييع منطقة (مسكنة) وما حولها يضمن السيطرة الطويلة على المجتمع السوري هناك، فهي خاصرة رخوة وبيئة خصبة لنشر جميع الأفكار والمذاهب، بما فيها المذهب الشيعي الذي بدأ يتغلغل ويطمس هوية المنطقة السنية.

عشرات الشبان من أبناء العشائر خضعوا لدورات دينية من قِبل معممين في المركز الإيراني في بلدة (السفيرة) بريف حلب الشرقي، وتحولوا بعدها للمذهب الشيعي وسط تقديم إغراءات مادية ورواتب شهرية تصل إلى ١٥٠ ألف ليرة سورية شهريًا، وإغداق المساعدات والهدايا عليهم.

تحاول دولة إيران جاهدة أن تنشر المذهب الشيعي وتغيِّر ديمغرافيًا في المناطق التي تحتلها، فبحسب دراسة أعدَّها المركز الدولي للدراسات الإيرانية عام 2016، تأتي سورية من بين الدول العربية المستهدَفة من قبل طهران، كونها نقطة ارتكاز جوهرية في الإستراتيجية الإيرانية، وقد ساعد ما يطلق عليه (الربيع العربي) إيران في تحقيق هدفها ودخول سورية والسيطرة عليها.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط