إعادة تفعيل منصة سوق العمل في سوريا

1٬111

في خطوة تستهدف تعزيز فرص التوظيف وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية، يوم الاثنين 12 من أيار، إعادة تفعيل منصة سوق العمل كأداة وطنية حديثة تهدف إلى دعم التوظيف وتطوير واقع سوق العمل في البلاد.

وأوضح المكتب الإعلامي في الوزارة، لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أن المنصة تسعى إلى تحقيق المطابقة الفعّالة بين الباحثين عن عمل وأرباب العمل، من خلال تسهيل الوصول إلى الكفاءات والمهارات المناسبة لتغطية الشواغر الوظيفية، بالإضافة إلى تقديم قاعدة معرفية شاملة عن متطلبات سوق العمل المتغيرة.

كما أشار المكتب إلى أن المنصة تسهم في تمكين الباحثين عن العمل من اتخاذ قرارات مهنية مدروسة، عبر إتاحة فرص التدريب والتأهيل وتنمية المهارات، ما يزيد من قابليتهم للتوظيف. وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام الوزارة باستراتيجيات التشغيل وتعزيز الشراكة مع القطاعين العام والخاص بما يخدم التنمية المستدامة ويستجيب لتطلعات الشباب السوري.

وأطلقت الوزارة موقعًا إلكترونيًا خاصًا يتيح للسوريين التسجيل على المنصة، بهدف تسهيل حصولهم على فرصة عمل في الداخل السوري، وتوفير قناة مهنية حديثة تربط بين العرض والطلب في سوق العمل.

من الماضي إلى الحاضر.. تغيير في النهج

تأتي إعادة تفعيل المنصة بعد سنوات من التوقف، إذ كانت منصة سوق العمل، في عهد النظام السوري السابق، تشوبها اتهامات بالفساد والمحسوبيات، ما حرم الآلاف من السوريين من الحصول على فرص عمل عادلة، حيث كانت طلبات التوظيف تُركن لسنوات دون متابعة، وغالبًا ما تُمنح الوظائف على أسس غير مهنية.

ومع انطلاق الثورة السورية، عمد النظام السابق إلى إيقاف عمل المنصة، بالتزامن مع تبنيه سياسة ممنهجة لفصل الموظفين على خلفية نشاطهم السياسي أو مشاركتهم في الحراك الشعبي، مستندًا في قراراته إلى تقارير أمنية صادرة عن فروع المخابرات.

وقد استمر هذا النهج حتى أشهر قليلة قبل سقوط النظام، إذ أصدرت حكومته في أيلول 2024 قرارًا بفصل 41 موظفًا من شركة كهرباء السويداء، بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات ورفضهم الخدمة العسكرية الاحتياطية.

خطوات نحو العدالة الوظيفية

وفي سياق متصل، تعمل وزارة التنمية الإدارية على معالجة آثار هذه السياسات التعسفية من خلال تنفيذ إجراءات تهدف إلى إعادة العاملين المفصولين بسبب مواقفهم السياسية. وكانت الوزارة قد دعت هؤلاء الموظفين لتقديم طلباتهم عبر رابط إلكتروني خاص، وحددت تاريخ 24 من شباط الماضي كموعد نهائي للتسجيل.

ويأتي تفعيل منصة سوق العمل بالتوازي مع هذه الجهود ليشكل بوابة أمل للآلاف من السوريين العائدين إلى البلاد، ممن واجهوا ظروفًا اقتصادية قاسية نتيجة البطالة، ويأملون اليوم بفرص عادلة تضمن لهم حياة كريمة بعيدًا عن التمييز والتهميش.

نحو سوق عمل عادل وشفاف

تعرف منصة سوق العمل عن نفسها بأنها “منصة وطنية معنية برصد وتتبع مؤشرات سوق العمل، بما يشمل فرص العمل والتدريب والتوجيه المهني، وتوفير بيانات محدثة لصناع القرار وأصحاب الأعمال والباحثين عن وظائف”.

وبين طموحات التحديث، وتحديات الإرث الإداري السابق، تبقى فاعلية المنصة مرهونة بتطبيق شفاف وعادل، يضمن تكافؤ الفرص، ويعكس التغيير الجذري الذي يتطلع إليه السوريون بعد سنوات من التهميش والتمييز الوظيفي.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط