ارتفاع غير مسبوق في أسعار المأكولات الشعبية في مناطق الأسد

1٬431

تشهد الأسواق السورية، وخاصة في محافظة السويداء، ارتفاعًا حادًا في أسعار المأكولات الشعبية، مما دفع هذه الوجبات التي كانت في متناول الفقراء وذوي الدخل المحدود، إلى أن تصبح بعيدة المنال. فقد أصبحت الوجبات البسيطة مثل الفلافل والحمّص والفول ترفًا لا يستطيع الكثيرون تحمله، إذ تجاوزت أسعارها مستويات غير مسبوقة، ما يضيف أعباءً جديدة على حياة المواطنين في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.

ووفقًا لما نقلته صحيفة “تشرين” المحلية، فقد ارتفع سعر سندويشة الفلافل إلى 12 ألف ليرة سورية، في حين بلغ سعر القرص الواحد من الفلافل 1000 ليرة. وبالمثل، وصل سعر طبق الحمّص أو الفول إلى 27 ألف ليرة، وسعر سندويشة البطاطا إلى ما يزيد عن 20 ألف ليرة. هذه الأسعار الباهظة جعلت المأكولات الشعبية، التي كانت خيارًا رئيسيًا لذوي الدخل المحدود، بعيدة عن متناول الكثير من الأسر السورية، مما يعكس تأثير التضخم وارتفاع أسعار المواد الأساسية.

اقرأ أيضاً: فضيحة تزوير شهادات الثانوية تهزّ وزارة التربية في النظام

وأرجع أصحاب المطاعم الشعبية هذه الزيادات إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، إذ بلغ سعر كيلو الحمّص أكثر من 25 ألف ليرة، وسجلت “تنكة” الزيت الأبيض سعرًا يتراوح بين 380 و420 ألف ليرة حسب النوعية. إضافة إلى ذلك، أشاروا إلى ارتفاع كلفة أسطوانة الغاز الصناعي، التي تجاوزت 350 ألف ليرة في السوق السوداء، نتيجة لنقص الكميات الموزعة على المطاعم بعد تخفيض الحصص المخصصة.

في سياق متصل، اقترحت جمعية المطاعم الحرفية في السويداء إجراء تعديلات على أسعار المأكولات الشعبية لتتناسب مع تكاليف إنتاجها المتزايدة، إلا أن الأسعار لم تتغير رسميًا بعد، نظرًا لأن التسعير يظل ضمن صلاحيات الجهات الوزارية وموحدًا على مستوى المحافظات.

من جهته، أكد علاء مهنا، مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أنه تم ضبط عدة مخالفات في المطاعم الشعبية بالسويداء، حيث جرى تنظيم عشرة ضبوط لمطاعم لم تلتزم بالإعلان عن الأسعار، شملت سبعة مطاعم في المدينة، بالإضافة إلى مخالفات أخرى لفعاليات تجارية. تأتي هذه الإجراءات في محاولة لضبط الأسعار ومنع التلاعب، لكنها تبقى محدودة التأثير في ظل ارتفاع تكاليف المواد الأولية.

تعيش الأسر السورية في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة تحديات كبيرة لتأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية، ويخشى كثيرون أن تستمر الأسعار في الارتفاع، مما سيزيد من معاناة السوريين، ويعكس الواقع الاقتصادي الضاغط الذي يلقي بظلاله على مختلف نواحي الحياة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط