اكتشاف علمي قد يحسم لغز: أيهما جاء أولاً البيضة أم الدجاجة؟

164

في تقدم علمي مثير، أعلن فريق بحثي من جامعة جنيف في سويسرا عن اكتشاف قد يسهم في حل اللغز الذي حير العلماء لقرون: “أيهما جاء أولاً، البيضة أم الدجاجة؟”.

وكشف الفريق، في دراسة حديثة نُشرت في مجلة “Nature”، عن كائن أحادي الخلية يُعرف باسم “كروموسفيرا بيركنزي”، اكتُشف عام 2017 في رواسب بحرية حول جزر هاواي، ويعود تاريخه إلى أكثر من مليار سنة، ما يجعله أقدم بكثير من ظهور الحيوانات المعقدة.

وأوضح الباحثون أن هذا الكائن يمتلك القدرة على تشكيل مستعمرات خلوية شبيهة بالمراحل الأولى لنمو الأجنة الحيوانية، ما يشير إلى أن الأنظمة الجينية اللازمة لتطور الكائنات متعددة الخلايا كانت موجودة قبل ظهور الحيوانات.

اقرأ أيضاً: أردوغان: سنناقش مع ترمب انسحاب القوات الأميركية من سوريا

وبهذا الاكتشاف، يدعم العلماء فرضية أن “البيضة” — أو ما يمثل الخلية الأولى — كانت موجودة قبل ظهور “الدجاجة”، مستندين إلى دور العناصر الجينية القديمة في نشوء الحياة المعقدة.

وقد أظهر “كروموسفيرا بيركنزي” خلال الدراسة سلوكاً فريداً؛ إذ تتوقف خلاياه عن النمو عند بلوغها حجماً معيناً، لتتجمع في مستعمرات خلوية شبيهة بالأنماط الأولية للأجنة الحيوانية.

التحليلات الجينية للكائن أثبتت تشابهاً في النشاط الخلوي بينه وبين الأجنة الحيوانية، مما يوحي بأن البرامج الجينية المسؤولة عن التمايز الخلوي كانت قائمة قبل أكثر من مليار سنة.

وأكد الباحث أومايا دودين، أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة جنيف، أن “سلوك كروموسفيرا بيركنزي يثبت أن عمليات التمايز الخلوي والتنسيق كانت قائمة قبل ظهور الحيوانات”.

وأعربت مارين أوليفيتا، المؤلفة الرئيسية للدراسة، عن دهشتها قائلةً: “هذا الاكتشاف يعود بنا إلى أكثر من مليار سنة في الزمن، وقد يغير تماماً فهمنا للتطور المبكر للكائنات متعددة الخلايا”.

ورغم هذا التقدم العلمي، لا يزال الانتقال من الكائنات وحيدة الخلية إلى متعددة الخلايا لغزاً معقداً يتطلب مزيداً من الدراسات للوصول إلى فهم أشمل لهذا التحول البيولوجي الهائل، الذي يمثل أحد أهم المراحل في تاريخ الحياة على الأرض.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط