“الائتلاف الوطني” و”هيئة التفاوض” يبحثان مستقبل سوريا مع حكومة دمشق

61

أعلنت الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري عن تفاصيل اللقاء الذي جمع بين قائد الإدارة السورية الجديدة في دمشق ورئيس الائتلاف الوطني السوري ورئيس هيئة التفاوض.

عُقد اللقاء مساء الأربعاء الماضي في قصر الشعب بدمشق، واستمر لمدة ساعتين وأربعين دقيقة، وخرج بوصفه “إيجابيًا ومثمرًا”.

تفاصيل اللقاء: الأولويات الوطنية في الواجهة

استهل اللقاء بمناقشة التحديات الكبرى التي تواجه سوريا في هذه المرحلة الحساسة. وأكد الطرفان على ضرورة تكاتف الجهود الوطنية لمواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد. كما شددوا على أهمية دعم الحكومة الانتقالية في تحقيق الأمن والسلام الأهلي، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

اقرأ أيضاً: “محمد حمشو” ورم الفساد الاقتصادي للنظام المخلوع…

بحسب بيان الائتلاف، تم تبادل وجهات النظر حول الخطط المستقبلية لتعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار، بما يشمل تحسين البنية التحتية، وتحقيق التنمية الاقتصادية، وتفعيل دور المؤسسات السياسية والاجتماعية.

المؤتمر الوطني المرتقب: نحو صياغة رؤية شاملة

تناول اللقاء التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني العام، حيث استمعت قيادة الائتلاف إلى رؤية قائد الإدارة الجديدة حول المؤتمر وأهدافه. ويهدف المؤتمر إلى وضع أسس عملية التحول السياسي وصياغة خارطة طريق تمثل كافة أطياف الشعب السوري، بما يشمل انتخاب جمعية تأسيسية تكون مسؤولة عن صياغة الدستور الجديد.

رئيس الائتلاف الوطني، هادي البحرة، أكد في تصريحاته أن الائتلاف يعمل على ضمان شمولية المؤتمر وعدالته، بحيث يمثل كافة مكونات الشعب السوري، مع الالتزام الكامل بالحل السياسي وفق القرار الدولي 2254.

الانتقال السياسي: خطوات نحو الاستقرار

أكد البحرة أن الائتلاف الوطني لن يسعى إلى السلطة، بل سيركز على تسليم الملفات الهامة للجمعية التأسيسية المقبلة، التي ستصبح المرجعية الأولى للمرحلة الانتقالية. وأوضح أن دور الائتلاف سينتهي فور انتخاب الجمعية التأسيسية، مشيرًا إلى أهمية تضافر جهود جميع القوى الوطنية لدعم الحكومة الانتقالية وإدارة المرحلة الراهنة بفعالية.

كما دعا البحرة السوريين إلى تجاوز الخلافات والعمل المشترك لمواجهة الأعباء الوطنية الكبرى، مشددًا على أن الجميع في مركب واحد، وعليهم التكاتف للوصول إلى بر الأمان.

الائتلاف يرفض الوصاية الدولية

في بيان لاحق، شدد الائتلاف الوطني على رفضه أي وصاية دولية على سوريا الحرة، مؤكدًا أن عملية الانتقال السياسي يجب أن تكون بقيادة وملكية سورية خالصة. وأوضح البيان أن الأمم المتحدة لها دور استشاري فقط، ولا يحق لها فرض أي إجراءات أو وصايات على السوريين.

كما أعرب الائتلاف عن تمسكه بتشكيل هيئة حكم انتقالية ذات مصداقية، تضم كافة أطياف الشعب السوري، بعيدًا عن الطائفية أو الإقصاء، مع التركيز على تحقيق بيئة آمنة ومحايدة تتيح إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

مؤشرات إيجابية ولكن…

ورغم أن اللقاء حمل العديد من المؤشرات الإيجابية نحو توحيد الصفوف ودعم المرحلة الانتقالية، إلا أن قوى المعارضة ما زالت تواجه انتقادات شعبية واسعة بسبب انفصالها عن واقع المناطق المحررة. ويشكو المدنيون من غياب قادة المعارضة عن زيارة مناطق مكتظة بالمهجرين مثل ريف إدلب، واقتصار زياراتهم على مناطق سيطرة الجيش الوطني.

يبدو أن سوريا تقف على أعتاب مرحلة جديدة، تحتاج إلى تضافر كافة الجهود الوطنية للخروج من أزمتها الراهنة. اللقاء بين قيادات المعارضة والإدارة الجديدة يحمل آمالًا كبيرة نحو تحقيق استقرار طال انتظاره، ولكنه أيضًا يضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية في بناء دولة عادلة وشاملة تلبي تطلعات الشعب السوري بعد أكثر من عقد من المعاناة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط