في مسعى لإعادة الاعتبار للكفاءات السورية المنفية أو المهمشة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، يواصل التجمع الوطني للأكاديميين السوريين الأحرار عمله المنهجي لدعم الأكاديميين المنشقين عن وزارة التعليم العالي السورية، وتمكينهم من استعادة دورهم في بناء سورية المستقبل.
وفي حديث خاص لصحيفة “حبر”، أكد الدكتور سامر عبد الهادي علي، رئيس التجمع، أن التجمع هو كيان علمي ووطني مستقل، يضم نخبة من الأكاديميين السوريين الأحرار من حملة شهادة الدكتوراه في مختلف التخصصات، ممن انحازوا منذ اللحظة الأولى للثورة السورية، وانشقوا عن مؤسسات النظام التعليمي السابق، واضعين كفاءاتهم في خدمة مشروع وطني يسعى لإعادة بناء الدولة السورية على أسس العدالة والحرية والكفاءة العلمية.
أهداف مرحلية ومستقبلية
وأوضح الدكتور عبد الهادي أن أهداف التجمع تنقسم إلى مرحلية وأخرى مستقبلية. فمن أبرز الأهداف المرحلية:
-
المطالبة بحقوق الأكاديميين الذين حُرموا من وظائفهم بسبب مواقفهم السياسية، وتسهيل عودتهم إلى العمل الأكاديمي عبر التواصل مع الجهات الحكومية ذات الصلة.
-
تمكين الأكاديميين الأحرار ضمن وزارة التعليم العالي، وتفعيل دورهم العلمي والإداري.
-
محاسبة المتورطين من الأكاديميين والموظفين في انتهاكات ضد زملائهم المنشقين.
-
مد جسور التعاون مع من لم يتورط في الجرائم السابقة وكان جزءاً من مؤسسات التعليم العالي، والراغبين في العمل ضمن المشروع الوطني الجديد.
اقرأ أيضاً: محمد إسكندر يفتخر بحافظ الأسد والسوريون يسمونه بـ…
أما الأهداف المستقبلية، فتتمحور حول تقديم رؤية علمية لتطوير التعليم والبحث العلمي في سورية الجديدة، والسعي لضم حملة الشهادات العليا من خارج النظام الأكاديمي السابق إلى منظومة التعليم العالي، للاستفادة من خبراتهم ومؤهلاتهم في بناء دولة حديثة.
هيكلية تنظيمية واضحة
وأشار رئيس التجمع إلى أن العمل يتم ضمن هيكلية إدارية منظمة، تتألف من لجنة مركزية تشمل رئيساً ونائباً، وخمسة مكاتب تخصصية: التخطيط والمتابعة، الشؤون الإدارية، الشؤون العلمية، العلاقات العامة (بفرعيها الداخلي والخارجي)، والمكتب الإعلامي. كما يضم التجمع أعضاء موزعين بحسب تخصصاتهم العلمية، ولكل مجموعة ممثل عنها.
طرق متعددة لتحقيق المطالب
وفيما يخص آليات العمل، أوضح الدكتور عبد الهادي أن التجمع يعتمد على ثلاث أدوات رئيسية لتحقيق مطالبه:
-
التواصل المباشر مع الجهات الحكومية المعنية بالتعليم العالي من خلال لقاءات وحوارات تهدف إلى تحقيق الأهداف بوسائل حضارية.
-
بناء شراكات مع مؤسسات داخلية وخارجية تدعم المشروع الوطني للتجمع.
-
النشاط الإعلامي لتعريف الرأي العام بدور الأكاديميين الأحرار، والتأكيد على حقوقهم ومكانتهم العلمية.
أعداد يصعب حصرها بدقة
وحول عدد الأكاديميين المنشقين، قال الدكتور عبد الهادي إنه يصعب تحديد رقم دقيق نظراً لتعدد أماكن وجودهم، وغياب قاعدة بيانات موثقة. إلا أن التقديرات تشير إلى وجود مئات الأكاديميين المنشقين، منهم من بقي في الداخل والتحق بجامعات في المناطق المحررة، ومنهم من انتقل إلى دول مثل تركيا وأوروبا ودول الخليج العربي، حيث التحقوا بمؤسسات تعليمية هناك، لكن كثيرين منهم ما زالوا ينتظرون قراراً عادلاً يسمح بعودتهم إلى جامعاتهم السابقة بشكل مشرّف.
تواصل رسمي مع الجهات المعنية
وأكد رئيس التجمع أن هناك تواصلاً فعّالاً يجري حالياً مع وزارتي التعليم العالي والتنمية الإدارية، وكذلك مع رؤساء الجامعات السورية، إضافة إلى نقابة الأكاديميين السوريين، من أجل تنسيق الجهود وإيجاد آليات مناسبة لعودة الأكاديميين المنشقين وتفعيل دورهم في المرحلة القادمة.
وفي ختام اللقاء، وجّه الدكتور سامر عبد الهادي شكره لصحيفة “حبر” على اهتمامها بهذه القضية، قائلاً:
“نحن في التجمع نعمل بجد لتيسير عودة زملائنا الأكاديميين إلى وطنهم، وتمكينهم في مؤسسات التعليم العالي، لنكون جميعاً شركاء في بناء سورية الجديدة، سورية العلم والعدالة والمستقبل.”