استهدفت طائرات يُعتقد أنها تابعة لقوات التحالف الدولي، مساء أمس، مقر فصيل “أنصار الإسلام” في قرية دوير الأكراد بريف حماة الغربي، مما أسفر عن مقتل عدد من القيادات البارزة في التنظيم، من بينهم القائد العسكري “أبو عبد الرحمن الأردني”.
وذكرت مصادر مطلعة أن الغارة أدت إلى مقتل ثلاثة قياديين على الأقل، أبرزهم “رائد عبدالله الخريسات” المعروف بلقب “أبو عبد الرحمن الأردني”، الذي يشغل منصب القائد العسكري العام للجماعة.
وهذا الحادث يأتي بعد سلسلة من الاستهدافات التي طالت قيادات التنظيمات الجهادية في المنطقة، حيث تُعتبر “أنصار الإسلام” إحدى الفصائل المرتبطة بتنظيم القاعدة.
اقرأ أيضاً: مظلوم عبدي يدعو للحوار مع الأطراف الوطنية في إدلب
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) عن القضاء على “أبو عبد الرحمن المكي”، أحد أعضاء مجلس الشورى في جماعة “حراس الدين”، في غارة جوية في منطقة جبل الزاوية بإدلب. كما شنت القوات الأمريكية غارات سابقة أسفرت عن مقتل قيادات أخرى بارزة، مثل “أبو حمزة اليمني”.
وتأسست جماعة “أنصار الإسلام” في عام 2001 في كردستان العراق، وهي تُصنف كحركة سلفية جهادية تسعى إلى إقامة نظام حكم إسلامي، ولديها تاريخ من الصراعات مع القوات الأمريكية وقوات البشمركة. ومع بداية الحرب على العراق، تعرضت الجماعة لضغوط كبيرة، لكنها أعادت نشاطها لاحقاً، خصوصاً بعد انتقال بعض قياداتها إلى سوريا.
وتشير التقارير إلى أن “أنصار الإسلام” تواجه تحديات كبيرة في مناطق سيطرتها، حيث تتعرض لعمليات أمنية من قبل “هيئة تحرير الشام”، التي اعتقلت العديد من قياداتها في السنوات الماضية. وقد انضمت الجماعة إلى غرفة عمليات “وحرّض المؤمنين” في عام 2018، إلى جانب فصائل أخرى، مما يعكس استمرار تنافسها مع الجماعات المسلحة في المنطقة.
على الرغم من الضغوط التي تواجهها، لا يزال عدد عناصر “أنصار الإسلام” يقارب 250 مقاتلاً، بينهم 150 مهاجراً من الكرد الإيرانيين والعراقيين. ومع هذه الاستهدافات المتكررة، يظل مستقبل هذه الجماعة معلقًا في ظل استمرار الصراعات في سوريا.
تشير المعطيات إلى أن المنطقة تشهد توتراً متزايداً، مما يهدد استقرار المدنيين ويعكس تعقيدات الصراع المستمر في البلاد.