الجيش السوري “جيش فساد وتعفيش” لا لحماية الوطن

رزق العبي

0 1٬748

منذ بداية الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في أيار/ مايو 2011 فشل "الجيش السوري" أو ما يُعرف بقوات النظام في السيطرة على البلاد، حيث سيطرت قوات المعارضة على مساحات واسعة من سوريا

منذ بداية الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في أيار/ مايو 2011 فشل “الجيش السوري” أو ما يُعرف بقوات النظام في السيطرة على البلاد، حيث سيطرت قوات المعارضة على مساحات واسعة من سوريا، وسط دعم شعبي بالمظاهرات.

فبعد أن صرف على ميزانية وزارة الدفاع أكثر من 75% من ميزانية سوريا، لم يستطع جيش الأسد الصمود أمام الثورة، مما يؤكد حجم الفساد الحاصل في المؤسسة العسكرية.

حافظ النظام على قبضةٍ مُحكَمةٍ على الجيش، جاعلاً جنوده معتمدين على الرشوة والمحسوبية من أجل الحصول على الترقيات بسط النفوذ.

وتحوّل دور الجيش من حماية البلاد إلى حماية العائلة الحاكمة ومصالحها. ومع تسلّم بشار الأسد السلطة في العام 2000 استمر الضباط في حصد السلطة والموارد بشكلٍ زادَ من الفساد وقلّص القدرة القتالية للجيش.

وقد ترواحت رواتب الضباط في نظام الأسد ما بين 400 و800 دولار في الشهر. لهذا السبب، استخدم الضباط بانتظامٍ نفوذهم المتضخّم طوال عقود لاقتناهم المكاسب المالية الشخصية.

وانتشرت أيضاً ظاهرة “التفييش” هي السماح للمجندين بالتملص من الخدمة العسكرية مقابل مبلغ مادي وقد انتشرت بشكل كبير بين السوريين الأثرياء، بالإضافة إلى إرسال عناصر الجيش إلى منازل الضباط للقيام بأعمال الصيانة أو البناء، واستخدام أملاك الدولة كالسيارات لحاجاتهم الشخصية مثل نقل أولادهم إلى المدرسة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

ومع بداية الثورة انشق عن الجيش ما يقارب 3000 ضابط، وكشف الضباط ما يجري في كواليس المؤسسة العسكرية وكيف عمل النظام على استخدام طائفة معينة للحفاظ على هيكلته.

وقد أعلن نظام الأسد عزمه تعويض من قُتل في صفوفه في حربه على الشعب السوري، بجرة غاز مجانية، ولمرة واحدة فقط.

هذا غير ساعات الحائط التي يكتب عليها اسم المقتول التي لا يتجاوز ثمنها بضع ليرات سورية كهدية لعائلته.

بالإضافة إلى 15 دولاراً هي قيمة التعويض الذي منحه رئيس النظام السوري بشار الأسد لذوي القتلى والجرحى في جيشه، وأعفى النظام السوري جنود قواته المصابين بالشلل الكلي نتيجة إصاباتهم في المعارك، من رسوم تركيب الهاتف اﻷرضي التي تبلغ قيمتها ألفين و500 ليرة سورية، أي ما يعادل 5 دولار أميركي.

روسيا تحاول سحب قسد من عين العرب ومنبج لمصلحة نظام الأسد

ومع نهاية عام 2015 كان الجيش السوري يسيطر فقط على اللاذقية وطرطوس والأحياء المحيطة بالقصر الجمهوري في العاصمة دمشق. طلب نظام الأسد المساعدة من روسيا فأحدث التدخل الروسي العسكري تغيرا واضحا في ميزان القوى على المستوى العسكري والسياسي والنفسي في سوريا، فالقوة العسكرية الروسية خصوصا “الجوية” أحدثت فارقا كبيراً في ميزان المعارك بين المعارضة المسلحة والنظام والميليشيات الإيرانية، فضلا عن دخول التقنيات العسكرية على أرض المعركة.

استعادت الحكومة السيطرة على أكبر المدن السورية، لكن أجزاء كبرى من البلاد ما زالت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، أو قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطرعليها الأكراد.

وقد أخذ نظام الأسد يعاقب من يعتبرهم غير موالين له بما فيه الكفاية بحرمانهم من الخدمات الأساسية، والأمن، والحقوق العامة. بالإضافة إلى ترويج نظام الأسد بأن سوريا عادت إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 2011.

لكن الحقيقة أن نظامه الحالي قائم على أوهام دولة، وما لديها من بقايا قوة قليلة تستند بالأساس إلى قوى أخرى تتحكم في زمام الأمور.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط