الخوذ البيضاء تطلق مشروعاً لإزالة 75 ألف متر مكعب من أنقاض أحياء حلب

1٬426

أطلق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، من خلال برنامج “تعزيز المرونة المجتمعية”، مشروعاً متكاملاً لإزالة الأنقاض من 16 حيًّا متضرراً في مدينة حلب، بتمويل من صندوق مساعدات سوريا (AFS)، في خطوة تهدف إلى تسريع تعافي المدينة، وتيسير عودة السكان، وتهيئة بيئة آمنة ومستقرة تُعزز من الوصول الإنساني وتقديم الخدمات الأساسية.

مشروع طموح لإزالة 75 ألف متر مكعب من الركام

يركز المشروع على رفع أكثر من 75 ألف متر مكعب من الأنقاض، ضمن خطة مدروسة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الفنية والقانونية، لاسيما ما يتعلق بحقوق الملكية العقارية. كما يعتمد المشروع على تطبيق معايير صارمة في مجال السلامة المهنية خلال عمليات التنفيذ، إلى جانب إعادة تدوير الركام القابل للاستصلاح من خلال دعم معمل الراموسة لإنتاج البلاط والبلوك ومواد البناء الأخرى، مما يسهم في تحفيز الدورة الاقتصادية المحلية.

اقرأ أيضاً: المالية تُحدد جدول صرف الرواتب.. والمتقاعدون من اليوم الأول…

مدة المشروع وتسلسله الزمني

يمتد المشروع على مدار تسعة أشهر، من آذار/مارس حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2025، ويتضمن ثلاث مراحل رئيسية: التخطيط والتنسيق، التنفيذ، والمتابعة التقنية.

المرحلة الأولى: التخطيط والتنسيق

بدأت هذه المرحلة بشراكة بين فرق الدفاع المدني ومجلس مدينة حلب، حيث جرى تحديد 16 حيًا سكنيًا من الأحياء الأكثر تضرراً في المدينة، شملت:

السكري، صلاح الدين، بستان القصر، الأنصاري، هنانو، كرم الجبل، كرم ميسر، ظهرة عواد، كرم القاطرجي، الحلوانية، كرم حومد، بستان الباشا، البياضة، الشعار، جورة عواد، وقاضي عسكر.

كما تم تحديد مواقع التخلص من الركام غير القابل لإعادة التدوير في مقالب العويجة وخان طومان، بينما يُرحّل الركام الصالح للاستصلاح إلى معمل الراموسة، الذي جرى دعمه بـ 30 ألف ليتر من الوقود وتزويده بقطع غيار للمعدات الحيوية، لضمان استمرار الإنتاج.

وخلال هذه المرحلة، نفّذت فرق “الخوذ البيضاء” مسحاً ميدانياً شاملاً في الأحياء المستهدفة، مع تحديد مواقع مخلفات الحرب وتأمين محيط العمل لتوفير بيئة آمنة خلال العمليات.

 

المرحلة الثانية: التنفيذ والمتابعة

في هذه المرحلة، تم التعاقد مع موردين محليين وخارجيين لتسريع عمليات الترحيل وإزالة الركام، بهدف فتح الطرقات المغلقة وتحسين إمكانية التنقل داخل الأحياء، ما يعزز من إمكانية العودة الآمنة للنازحين.

ولتقليل العوائق اللوجستية، قُسّمت الأحياء إلى ثلاثة قطاعات عمل، ووضعت خطة مرنة لتحديد أولويات الإزالة، اعتماداً على نسبة الدمار وكثافة السكان العائدين.

خلفية الدمار في المدينة

تُعد حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، من أكثر المدن تضرراً خلال الحرب. وتُشير تقارير صادرة عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي (2022) إلى أن 60% من المدينة دُمّرت كلياً أو جزئياً، بينما بلغ حجم الدمار في الأرياف المحيطة نحو 50% في قطاعات حيوية كالكهرباء، النقل، الصحة، والإسكان.

وبين عامي 2012 و2016، تعرضت الأحياء الشرقية لحلب لحملة قصف كثيفة، ازدادت حدةً عقب التدخل الروسي في 2015، ما أدى إلى تدمير 85% من البنية التحتية، وحرمان مئات الآلاف من الخدمات الأساسية كالمياه، الكهرباء، والرعاية الصحية، ما فاقم الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.

 

متابعة دولية وضمانات للشفافية

زار وفد من صندوق مساعدات سوريا مواقع العمل خلال مرحلة التخطيط، وأجرى تفتيشاً ميدانياً للتحقق من مطابقة الإجراءات للمعايير الإنسانية والفنية، والتأكد من فاعلية آليات التنفيذ والتنسيق.

إعادة الأمل عبر الإعمار المجتمعي

يمثل هذا المشروع مرحلة جديدة في جهود إعادة إحياء المدينة الصناعية الأهم في سوريا، ويجسد حرص “الخوذ البيضاء” على الربط بين الاستجابة الطارئة ومشاريع التعافي المبكر، ضمن نموذج يضع الإنسان وكرامته في صلب عمليات التخطيط والتنفيذ.

ويأمل القائمون على المشروع أن تسهم هذه الخطوة في تحقيق بيئة آمنة ومستقرة تشجع على العودة الطوعية، وتفتح الباب أمام مبادرات تنموية إضافية في مستقبل حلب وسكانها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط