وثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير جديد مقتل ما لا يقل عن 29,064 أنثى في سوريا منذ اندلاع النزاع في آذار 2011 وحتى تشرين الثاني 2024.
وأكد التقرير أن الانتهاكات ضد النساء في سوريا، والتي تشمل القتل والتعذيب والعنف الجنسي والاختفاء القسري، لا تزال مستمرة بوتيرة مروعة، ما يعكس الأثر العميق للنزاع على المجتمع السوري، لا سيما النساء.
ضحايا القتل والعنف الممنهج
أوضح التقرير أن معظم الضحايا وقعن على يد قوات النظام السوري، حيث قتلت هذه القوات 22,092 أنثى، بينما قتلت القوات الروسية 1,609. كما وثّقت الشبكة أعداداً إضافية من الضحايا على يد مختلف أطراف النزاع:
1,325 على يد فصائل المعارضة المسلحة.
981 على يد تنظيم داعش.
961 على يد التحالف الدولي.
287 على يد قوات سوريا الديمقراطية.
91 على يد هيئة تحرير الشام.
1,718 على يد جهات أخرى غير محددة.
الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي
لا يزال ما لا يقل عن 11,268 أنثى قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري، من بينهن:
8,979 لدى قوات النظام السوري.
983 لدى قوات سوريا الديمقراطية.
981 لدى فصائل المعارضة المسلحة.
276 لدى تنظيم داعش.
49 لدى هيئة تحرير الشام.
العنف الجنسي واستهداف الأطفال
بلغ عدد حوادث العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، بما في ذلك الطفلات، 11,553 حادثة، توزعت كالتالي:
8,024 حادثة على يد قوات النظام السوري، من بينها 443 حالة ضد طفلات.
3,487 حادثة على يد تنظيم داعش، منها 1,036 ضد طفلات.
حالات أخرى وقعت على يد فصائل المعارضة المسلحة، وقوات سوريا الديمقراطية، وهيئة تحرير الشام.
ضحايا التعذيب والإخفاء القسري
سجلت الشبكة مقتل 117 أنثى بسبب التعذيب، معظمهن على يد قوات النظام السوري، التي وثقت الشبكة ارتكابها 97 حالة قتل بالتعذيب. كما أشارت إلى استمرار ظاهرة الإخفاء القسري، حيث يتم تسجيل وفيات لمختفيات في دوائر السجل المدني دون أي معلومات عن أسباب الوفاة أو تسليم جثامينهن.
الآثار النفسية والاجتماعية
أدى العنف الممنهج ضد النساء إلى تفكك النسيج الاجتماعي السوري وترك آثار نفسية واقتصادية عميقة. وأشار التقرير إلى أن النساء فقدن فرصهن في التعليم والعمل، إلى جانب الآثار النفسية المرتبطة بالتعذيب والعنف الجنسي، مما يعزز حالة الهشاشة المجتمعية.
انتهاكات تُصنّف كجرائم ضد الإنسانية
خلص التقرير إلى أن الانتهاكات الموثقة، بما فيها القتل خارج نطاق القانون، الإخفاء القسري، التعذيب، والعنف الجنسي، ترتقي إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي بمحاسبة جميع أطراف النزاع المسؤولة عن هذه الجرائم وضمان حماية حقوق النساء في سوريا.
دعوات للمساءلة الدولية
بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى تكثيف الجهود الدولية لإنهاء العنف ضد النساء السوريات وضمان المساءلة القانونية للمتورطين في الجرائم المرتكبة، مؤكدة أن تحقيق العدالة هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمان والكرامة للنساء في سوريا.