الشرع يعلن انطلاق إعادة الإعمار: سوريا تدخل مرحلة جديدة بدعم عربي ودولي

304

في خطاب متلفز وجّهه إلى الشعب السوري مساء الأربعاء، أعلن الرئيس أحمد الشرع انطلاق مرحلة جديدة من إعادة إعمار البلاد، بعد قرار تاريخي من الولايات المتحدة برفع العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة جاءت ثمرة “تلاحم السوريين” والدعم العربي والدولي الواسع للقيادة الجديدة.

وقال الرئيس الشرع إن سوريا طوت “مرحلة مأساوية” من تاريخها الحديث، شهدت القتل والتهجير والإخفاء القسري ونهب مقدرات البلاد، في ظل ما وصفه بـ”النظام الساقط”، مضيفاً أن سوريا باتت “غريبة عن تاريخها وأصالتها”، قبل أن تبدأ مسيرتها نحو التحرر انطلاقاً من إدلب، حيث وُلد “أمل الثورة السورية المباركة”، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن البلاد بدأت تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية، معرباً عن اعتزازه بتكاتف السوريين في الداخل والخارج، ومؤكداً أن “الشعب السوري كان حريصاً على دولته الجديدة”، وهو ما أسهم في تعزيز موقع سوريا على الساحة الدولية.

إنجازات الداخل وتحركات الخارج

واستعرض الشرع أبرز إنجازات الحكومة المؤقتة منذ إسقاط النظام، قائلاً: “خلال الأشهر الستة الماضية، عملنا على معالجة الواقع المؤلم، بدءاً من الحفاظ على الوحدة الوطنية وفرض الأمن، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية، وإقرار الإعلان الدستوري، وعقد المؤتمر الوطني، وإلغاء القوانين الجائرة، وتحرير السوق، وتقييم الأداء المؤسساتي”.

وأضاف أن هذه الخطوات رافقتها تحركات دبلوماسية مكثفة، أعادت سوريا إلى المحافل الدولية، ورفعت علمها مجدداً في الأمم المتحدة، ومهّدت الطريق لبناء شراكات استراتيجية مع العالم العربي والغرب.

دعم عربي واسع ورفع العقوبات الأميركية

وأشاد الشرع بالمواقف الإيجابية لعدد من القادة العرب، في مقدمتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معتبراً أن لقاءاته بهم لم تكن بروتوكولية بل “نابعة من إيمان حقيقي بوحدة المصير ودعم سوريا”.

ولم يفت الشرع توجيه الشكر للجاليات السورية في الخارج على دورها في التأثير على الرأي العالمي، معتبراً أن قرار رفع العقوبات الأميركية جاء “بفضل وحدة السوريين وتلاحمهم”، واصفاً إياه بـ”القرار التاريخي الشجاع” الصادر عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد لقائه بولي العهد السعودي.

سوريا الجديدة: لا لتصفية الحسابات

وأكد الشرع أن سوريا في عهدها الجديد “لن تكون ساحة لتصفية الحسابات ولا منصة للأطماع”، مشدداً على أن البلاد لن تعود إلى عهد التقسيم أو استنساخ النظام السابق، بل ستكون “لكل السوريين، ووفية لكل يد امتدت إليها بخير”.

كما دعا المستثمرين من الداخل والخارج، والأشقاء العرب والأتراك، للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، مؤكداً التزام الحكومة بتحسين مناخ الاستثمار وتقديم التسهيلات الاقتصادية.

ترمب يعلن القرار من الرياض

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن، الثلاثاء، من العاصمة السعودية الرياض، رفع العقوبات عن سوريا بطلب من ولي العهد السعودي، في خطوة وصفها بأنها “فرصة جديدة يجب أن تُمنح للشعب السوري”. وقد جاء الإعلان عقب لقاء جمع ترمب بالرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور الأمير محمد بن سلمان، ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الهاتف.

واختتم الشرع خطابه بتجديد العهد للشعب السوري: “نعدكم بأن نبني وطناً يليق بتضحياتكم، وأن نحفظ السيادة، ونحمي القرار الوطني، ونصون كرامة الإنسان السوري”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط