(الشفلح) ملجأ الأهالي لتأمين قوت يومهم شمال سورية

عبد الحميد حاج محمد

0 653

عبد الحميد حاج محمد

تعكف العديد من العائلات في منطقة شمال غرب سورية (المناطق المحررة) على جني ثمار نبات القرار أو ما يعرف محليًا بـ (الشفلح)، وذلك لتأمين قوت يومهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

ويزاول العديد من الأهالي مهنة قطاف النبتة الموسمية التي توجد بكثرة في عدة مناطق في أرياف إدلب وحلب.

وباتت شجرة الشفلح مصدر رزق للكثير من الأهالي في المنطقة، في ظل الغلاء وقلة الموارد والدخل إلى الأهالي وخصوصًا العائلات المهجرة قسرًا بفعل حملات نظام الأسد وروسيا.

اقرأ أيضاً: جامعة حلب تفتتح أهم مرجع علمي في المحرر

تقول (أم محمد) وهي مهجرة من ريف إدلب: إنها تعكف على قطاف ثمار الشفلح لتأمين حاجيات منزلها، وسد رمق عائلتها، حتى لو اقتصر عملها على تأمين الخبز الذي بات مرهقًا في الظروف الحالية.

وتضيف محدثتنا أنها تخرج مع ولديها اللذين لم يتجاوزا العاشرة للبحث عن ثمار الشفلح مكان نزوحها شمال إدلب، وقد تضطر (أم محمد) إلى المشي ما يقارب 5 كم بشكل يومي للحصول على الشفلح ثم بيعه، لتتمكن من شراء حاجيات عائلتها.

ويبلغ سعر كيلو الشفلح هذا العام مايقارب 1.5 دولار أمريكي، مما يعني أنه سعر مناسب مقارنة بالسنوات الفائتة حسب العاملين فيه.

سعر ثمر الشفلح:

(محمد) صاحب محل يشتري ثمار الشفلح وأحد التجار فيه، يخبرنا أن ثمن الكيلو ثابت على ما هو عليه منذ بداية الموسم على سعر 15 ليرة تركية لكل كيلو واحد، بجودة جيدة من ثمار الشفلح.

مشيرًا إلى أنه هذا العام يشهد إقبالًا لا بأس به على جني ثمار الشفلح وبيعها، من قبل الأطفال وحتى العائلات وذلك لتأمين قوت يومهم.

 

تقول (أم محمد): إنها تجني يوميًا بين 1 كيلو و2 كيلو من ثمار الشفلح، مع طفليها، وذلك حسب المكان الذي تقصده لجني الثمار، أو حسب ما إذا كانت شجيرات الشفلح لم تشهد عمليات قطاف من قبل أشخاص آخرين.

وتشير إلى أن ما تجنيه لا يكفيها مصاريف يومية لعائلتها، إلا أنه يسد رمقهم، ويبقى أفضل من اللاشيء، وخلال موسم الشفلح الذي يستمر عدة أشهر خلال فصل الصيف يكفيهم ويمنعهم من الحاجة.

ويخبرنا (محمد) أنه يشتري الشفلح بشكل يومي من الأطفال والأهالي العاملين فيه، وغالبًا ما يعمل الأهالي بجني ثمار الشفلح في وقت باكر من الصباح، وذلك قبل أن تعلو الشمس وترتفع درجاتها وترهق العاملين فيه.

ويضيف أنه يقوم بشراء الشفلح ووضعه في براميل مياه ويضيف إليه الملح، ويعمل على جمع كميات على مدى أيام ثم بيعها للتاجر الذي هو بدوره يقوم بشراء الشفلح من جميع مراكز البيع وتصديرها إلى الخارج أو استخدامها في الصناعات المحلية.

وبحسب (أم محمد) فإن أهم الصعوبات التي تواجههم خلال جني ثمار الشفلح هو التخوف من الشجيرات كونها مكان للجوء الأفاعي والزواحف الأخرى، التي قد تؤذي العاملين في الشفلح وخصوصًا الأطفال.

وتشهد المناطق المحررة ظروفًا معيشية صعبة، وخصوصًا لدى سكان المخيمات المهددين بكارثة إنسانية في حال لم يمدد مجلس الأمن قرار دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي الذي ينتهي تفويضه في تموز المقبل.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط