النظام السوري يعترف بالانسحاب من حلب ويستعد لهجوم مضاد

2٬075

اعترفت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري بتراجع قواتها من أجزاء واسعة من مدينة حلب بعد سيطرة فصائل المعارضة عليها، وذلك ضمن تطورات العملية العسكرية الواسعة التي أطلقتها الفصائل المعارضة تحت اسم “ردع العدوان”.

تصريح رسمي بالتراجع

في بيان صدر اليوم السبت، 30 تشرين الثاني 2024، أوضحت وزارة الدفاع أن قواتها خاضت معارك وصفتها بـ”الشرسة” على محاور ممتدة بين جبهتي حلب وإدلب. وأشارت إلى أن الأعداد الكبيرة للمقاتلين المعارضين وتعدد جبهات الاشتباك دفعها إلى “إعادة انتشار استراتيجي” بهدف تعزيز خطوط الدفاع وامتصاص الهجوم.

وأكد البيان أن فصائل المعارضة تمكنت من دخول أحياء واسعة من مدينة حلب، في حين تستعد قوات النظام لهجوم مضاد بعد وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة.

التغطية الإعلامية المقتضبة

وسائل الإعلام التابعة للنظام قدمت تغطية محدودة للأحداث؛ إذ اكتفت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بالحديث عن “تصدي قواتنا المسلحة لهجوم التنظيمات الإرهابية في ريفي حلب وإدلب”. في المقابل، وصفت صحيفة “الوطن” المحلية الوضع في حلب بـ”الهدوء الحذر”، مشيرة إلى إغلاق الدوائر الحكومية والفعاليات التجارية وسط أنباء عن انتشار مجموعات مسلحة في الأحياء.

اقرأ أيضاً: الفوج 46.. انهيار القاعدة العسكرية الأكبر للنظام في ريف حلب…

تقدم المعارضة وتوسيع نطاق السيطرة

تواصل فصائل المعارضة تقدمها داخل مدينة حلب، حيث تمكنت من السيطرة على معظم أحياء المدينة، بحسب ما أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” التابعة لها. كما أشارت إلى أن قواتها تسعى لاستكمال السيطرة على ريف حلب الشمالي، بما في ذلك بلدات عندان وكفرحمرة وحريتان.

إلى جانب ذلك، أعلنت الفصائل سيطرتها على 43 بلدة وقرية، منها جرجناز وتلمنس وأبو الضهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مع بدء دخولها إلى مدينة معرة النعمان.

تعزيزات عسكرية ووعود روسية

نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر عسكرية أن قوات النظام أغلقت مطار حلب الدولي وكافة الطرق المؤدية إلى المدينة، مع صدور أوامر بالانسحاب الآمن من مواقعها في المناطق التي دخلتها فصائل المعارضة. كما أكدت المصادر أن روسيا وعدت النظام بإرسال تعزيزات عسكرية خلال الساعات الـ72 القادمة لدعم قواته في مواجهة تقدم المعارضة.

عملية “ردع العدوان”

أطلقت فصائل المعارضة، الأربعاء الماضي، عملية “ردع العدوان” ردًا على التصعيد العسكري لقوات النظام في مناطق شمال غربي سوريا. وتهدف العملية إلى توسيع المناطق الآمنة تمهيدًا لعودة المهجرين والنازحين.

تشترك في العملية الفصائل المنضوية تحت غرفة عمليات “الفتح المبين”، بما فيها “هيئة تحرير الشام”، “الجبهة الوطنية للتحرير”، و”جيش العزة”، إلى جانب مجموعات من “الجيش الوطني”.

الوضع الإنساني والأفق العسكري

في ظل هذه التطورات، تستمر معاناة المدنيين في المناطق المتأثرة بالتصعيد العسكري، بينما يتجه المشهد نحو المزيد من التصعيد مع وصول التعزيزات العسكرية الروسية واستعداد النظام لشن هجوم مضاد قد يعيد خلط أوراق السيطرة الميدانية في حلب وشمال غرب سوريا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط