الهجري: إسرائيل ليست العدو

173

في تصريح أثار جدلاً واسعاً  قال الشيخ حكمت الهجري، أحد شيوخ العقل الثلاثة لطائفة المسلمين الموحّدين (الدروز) في سوريا، إن “إسرائيل ليست العدو”، مطالباً بتدخل دولي لوضع حد للأزمة المتفاقمة في الجنوب السوري.

وجاءت تصريحات الهجري في مقابلة أجرتها معه صحيفة واشنطن بوست من قريته قنوات في محافظة السويداء، بعد أيام من التوترات الأمنية التي شهدتها المحافظة وعدد من مدن ريف دمشق.

وأضاف الهجري: “نحن في أزمة. وندعو إلى تدخل دولي”، مؤكداً أن الشعارات التي طالما رفعتها السلطات السورية بشأن “المقاومة” و”تحرير فلسطين” لم تعد تعني شيئاً في ظل ما يعانيه السوريون اليوم. وتابع: “لقد عشنا تحت هذه الشعارات لعقود. في سوريا، يجب أن نهتم فقط بالقضية السورية”.

انقسام داخل الطائفة

تصريحات الهجري لاقت رفضاً وتحفظاً من قبل العديد من الشخصيات الدرزية البارزة، التي أعربت عن قلقها من أن تقود مثل هذه المواقف إلى مزيد من الاستهداف للطائفة الدرزية من قبل أطراف داخلية وخارجية.

في المقابل، برزت أصوات ميدانية تتبنى خطاباً أكثر براغماتية، ترى أن الظروف الراهنة تفرض البحث عن أي دعم متاح، حتى وإن جاء من إسرائيل.

اقرأ أيضاً: فارس الحلو: منزلي تحوّل إلى مستودع تعفيش بعد مغادرتي سوريا

وقال ربيع مرشد، وهو مقاتل محلي من السويداء، إن الطائفة لا تثق بإسرائيل لكنها قد تقبل دعمها في مواجهة النظام. وأضاف: “إسرائيل لا تفعل هذا لمساعدة الدروز، بل لمصلحتها الخاصة. لكن بصراحة، لا مانع لدينا من مساعدتهم ضد هذه الحكومة”.

أما شقيقه ثروت، فعبّر عن تحفظه، محذراً من أن أي تقارب مع إسرائيل قد يضع الطائفة في مواجهة مع بقية السوريين، في حين رد ربيع: “ليس لدينا خيار آخر. هؤلاء الناس يريدون إبادتنا بالقوة”.

دعم إسرائيلي مباشر

وفي السياق ذاته، قالت مصادر إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي نقل عدداً من الجرحى الدروز السوريين لتلقّي العلاج داخل إسرائيل. كما أشارت إلى عمليات لنقل نساء وأطفال من ضواحي دمشق إلى مناطق جنوبية تسيطر عليها إسرائيل.

وصرّح رضا منصور، وهو درزي إسرائيلي ودبلوماسي سابق، بأن هناك حملة جمع تبرعات ومساعدات تُنظّم حالياً في القرى الدرزية داخل إسرائيل دعماً للعائلات السورية.

اتفاق لتهدئة التوترات

في غضون ذلك، شهدت السويداء ومدن أشرفية صحنايا وجرمانا توترات أمنية إثر اشتباكات بين فصائل محلية وأخرى وصفتها وزارة الداخلية بـ”غير المنضبطة”. وأسفر التصعيد عن تدخل مشايخ العقل الثلاثة ووجهاء المحافظة الذين عقدوا اجتماعاً مع ممثلين عن الحكومة السورية.

وتمخض الاجتماع عن اتفاق يقضي بتفعيل جهاز الأمن العام والضابطة العدلية في السويداء، مع الاعتماد على كوادر محلية. كما نص الاتفاق على تأمين طريق دمشق – السويداء، وتحميل الدولة مسؤولية ضمان أمنه واستقراره.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط