برج ترمب في دمشق..مشروع لفتح تواصل مع واشنطن

1٬120

في خطوة رمزية تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية، اقترح رجل الأعمال السوري الإماراتي وليد محمد الزعبي تشييد “برج ترمب” في العاصمة السورية دمشق، في محاولة لفتح نافذة تواصل مع واشنطن وتشجيعها على رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عقود.

الزعبي، رئيس مجموعة “تايغر” العقارية التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، كشف لصحيفة الغارديان أن المشروع المقترح سيتألف من 45 طابقاً، وتبلغ تكلفته التقديرية بين 100 و200 مليون دولار. ووصف الزعبي المشروع بأنه “رسالة سلام”، مشيراً إلى أن سوريا، بعد سنوات من الحرب والدمار، تستحق أن تخطو خطوة نحو التعافي والاستقرار.

محاولات لتطبيع العلاقات

يأتي المشروع ضمن تحركات أوسع للإدارة السورية الجديدة، التي تسعى لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، عقب الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد في كانون الأول. ويُنظر إلى هذه المبادرة كمحاولة لاستخدام “الدبلوماسية الناعمة” لكسر الجمود السياسي واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.

دور سعودي في تغيير المعادلة

بحسب مصادر مطلعة، لعبت السعودية، بقيادة ولي عهدها محمد بن سلمان، دوراً محورياً في الضغط على واشنطن لرفع العقوبات. وقد أعلن ترمب الأسبوع الماضي عن رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، عقب لقائه بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي وصفه بأنه “رجل جذاب وصعب”.

تفاصيل المشروع والتحديات المرتقبة

الزعبي أوضح أنه سيتوجه قريباً إلى دمشق لتقديم طلبات الحصول على التراخيص اللازمة، مشيراً إلى أنه لم يحصل بعد على حقوق استخدام اسم “ترمب” التجاري، لكنه يخطط للتواصل مع إدارة ترمب بهذا الشأن. ويقدَّر أن تنفيذ المشروع سيستغرق ثلاث سنوات بعد نيل الموافقات القانونية والتجارية.

رغم الطموحات الكبيرة التي يعكسها المشروع، فإن تنفيذه يواجه عقبات جدية في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وسط معاناة من انقطاع الكهرباء ونقص الخدمات الطبية.

الفكرة من واشنطن إلى دمشق

وبحسب الغارديان، تعود فكرة المشروع إلى ديسمبر الماضي، عندما اقترح عضو الكونغرس الأميركي جو ويلسون إقامة برج ترمب في دمشق، ليتبناها الكاتب السوري رضوان زيادة ويطرحها على الزعبي. وقد وظّف الطرفان هذه الفكرة في حملة دبلوماسية شملت لقاءات مع نواب أميركيين وتنظيم زيارات ميدانية داخل سوريا.

كما عُرض نموذج أولي للمشروع على وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وسفير السعودية في دمشق، على أمل تمريره عبر الرياض إلى ترمب.

الرهان على الاستثمار والرمزية

بالنسبة للزعبي، فإن البرج لا يمثل مجرد مشروع معماري، بل رمزاً للانتقال من الخراب إلى السلام. ونشر على حسابه صورة مركبة لأفق دمشق وقد ارتفعت فيه ناطحة سحاب حديثة، معلقاً: “هذا المشروع يرمز إلى الانتقال من الخراب إلى الجمال والسلام”.

ومع أن مصير المشروع ما زال غامضاً، إلا أنه يعكس توجهات الإدارة الجديدة في سوريا نحو فتح أبواب الاستثمار وإعادة بناء العلاقات الدولية عبر أدوات غير تقليدية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط