فعَّل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعويضًا تأمينيًّا بقيمة 7.9 ملايين دولار لمساعدة المجتمعات السورية المتضررة من النزاع، والتي تواجه حاليًا أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ خمسة عقود، وسط تحذيرات من انهيار القطاع الزراعي وتراجع حاد في الأمن الغذائي.
كارثة مناخية تهدد الزراعة والثروة الحيوانية
تشهد سوريا انخفاضًا غير مسبوق في معدلات هطول الأمطار، تجاوز 50%، مما تسبب في خسائر فادحة بالمحاصيل، حيث من المتوقع أن ينخفض إنتاج القمح هذا العام بمقدار 2.7 مليون طن. كما انخفضت أعداد الثروة الحيوانية بنسبة 40% بسبب ارتفاع تكاليف الأعلاف وشح المياه، مما زاد من معاناة الأسر الريفية.
وصف خالد عثمان، نائب مدير البرنامج في سوريا، الأزمة بأنها “ليست مجرد صدمة مناخية، بل تهديد مباشر لسبل العيش”، مؤكدًا أن هذه المبادرة تهدف إلى حماية المزارعين الأكثر هشاشة ضمن خطة “التأمين على المستوى الكلي”.
مناطق مستهدفة ومساعدات عاجلة
يشمل البرنامج مناطق الزراعة الأساسية في سوريا، وسيستفيد منه نحو 120 ألف شخص عبر مساعدات غذائية وتموينية عاجلة، بهدف منع تحول الأزمة إلى كارثة إنسانية أوسع.
دعم دولي وشراكات استراتيجية
يأتي التمويل بدعم من المملكة المتحدة وألمانيا عبر “مرفق التمويل العالمي للوقاية”، بالتعاون مع منظمات مثل “هيومانتي إنشورد” وشركة “سويس ري”. وأكد ماثيو دوبروي، المستشار الرئيسي للبرنامج، أن هذه السياسات المالية تُعد أداة حيوية للدول الهشة لمواجهة الكوارث المناخية دون انتظار تدخلات إنسانية تقليدية.
يُذكر أن سوريا تواجه تحديًا متصاعدًا مع التصحر وندرة المياه، مما يهدد مستقبل الأمن الغذائي في ظل استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية.