بين أعذار الطقس والخميرة القاسية.. أزمة الخبز في مناطق الأسد تتفاقم والمواطن يدفع الثمن

1٬696

في ظل تزايد شكاوى المواطنين في مناطق سيطرة نظام الأسد حول تردي جودة الخبز، خرجت تبريرات جديدة من مسؤولين للنظام لتفسير الوضع، معتبرين أن الظروف المناخية هي السبب الأساسي وراء تراجع جودة الرغيف، مما يضيف عبئاً جديداً على كاهل المواطنين الذين يعتمدون الخبز كغذاء رئيسي.

وأكد “رامز سليمان”، مدير المخابز بطرطوس، يوم الاثنين، أن “المشكلة تعود إلى ضعف مقاومة الدقيق”، وأن “الطقس الحالي يؤثر على جودة الخبز مباشرة بعد خروجه من الأفران”. وأضاف سليمان أن “الهواء الشرقي الجاف يزيد من مشكلة نقل الخبز”، وذكر أن “الخميرة المستخدمة تمت فحصها قبل وصولها للأفران، ولا توجد مشكلة فيها”، رغم اتهامات من مواطنين بأن الخميرة سبب أساسي لتصلب الرغيف بعد يوم من إنتاجه.

اقرأ أيضاً: فضيحة تزوير شهادات الثانوية تهزّ وزارة التربية في النظام

من جانبه، قال “نديم علوش”، مدير التجارة الداخلية بطرطوس، إن “الطقس الجاف أثر بشكل ملحوظ في نوعية الخبز”، وأكد على ضرورة إغلاق منافذ الهواء داخل الأفران لتجنب تعرض الخبز لليُباس، مشدداً على أن الخبرة في إدارة الأفران ضرورية لتلافي هذه المشكلة.

ورغم هذه التبريرات، يبقى الخبز وفق قول المواطنين غير قابل للاستهلاك في اليوم التالي من شرائه، حيث يصبح قاسياً جداً وغير مناسب لتحضير السندويشات للأطفال والطلاب. وأشار سكان في مناطق النظام إلى أنهم حاولوا تحسين جودة الخبز عبر تغيير توقيت ومكان نقل الخبز من المخبز إلى المنزل، لكنهم وجدوا أن المشكلة مستمرة، ما يؤدي إلى هدر كميات كبيرة من الخبز يومياً.

وفيما يشير معتمدو الخبز إلى أن الخميرة هي السبب الرئيسي لتدهور جودة الخبز، يعتقد البعض الآخر أن نوعية القمح المستخدمة ربما تكون غير ملائمة، ما يثير تساؤلات حول نوعية المكونات المستخدمة ومدى فحصها قبل اعتمادها في الإنتاج.

في سياق متصل، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لدى النظام قراراً بتحديد سعر ربطة الخبز للمستبعدين من الدعم والعائدين من لبنان بسعر 3,000 ليرة سورية، في حين حددت السعر المدعوم للمواطنين السوريين بـ400 ليرة. كما أعلنت الوزارة عن حجب الدعم عن الأجانب الذين يحملون “البطاقة الذكية”، ورفع سعر الربطة إلى 9,000 ليرة لهذه الشريحة.

ويثير هذا القرار غضباً واسعاً بين المواطنين، حيث يتزامن مع تزايد صعوبة الحصول على الخبز بالسعر المدعوم، الذي يتطلب الانتظار لساعات طويلة في طوابير أمام الأفران والمخابز، في ظل ظروف قاسية وسوء معاملة داخل أقفاص حديدية بهدف تنظيم الدور.

ورغم تصريحات المسؤولين عن وجود خطط لتحسين جودة الرغيف، إلا أن هذه التصريحات، وفق متابعين، تتناقض مع الواقع الصعب الذي يعيشه المواطنون يومياً في رحلتهم للحصول على ربطة خبز، إذ يباع الخبز بأسعار باهظة تصل إلى 8,000 ليرة على بسطات غير رسمية يديرها متنفذون داخل النظام، ما يجعل الرغيف المدعوم بعيد المنال عن كثيرين.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط