تشهد أسواق مدينة الرقة ظاهرة فريدة ومثيرة للجدل، حيث يتم تزوير سلالات الخراف عبر عمليات تجميل متقنة، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق، حيث وصل سعر بعضها إلى 300 مليون ليرة سورية للرأس الواحد.
ووفقاً لمعلومات محلية فإن هذه المواشي المزورة تلقى اهتماماً كبيراً مؤخراً بسبب الأسعار المرتفعة التي تسجلها. ويقول أبو البشاير، تاجر ومربي مواشي من السلالات النقية، إن أسعار الخراف النقية تختلف بشكل كبير عن المزورة، حيث يصل سعر خراف “الحسن الإبراهيم” النقية إلى 25 مليون ليرة سورية، بينما تصل أسعار الخراف النجدية النقية إلى 50 مليون ليرة للرأس الواحد.
اقرأ أيضاً: أمراض مزمنة وسوء تغذية سبب 75% من الوفيات في سورية
وأضاف أبو البشاير أن سلالة “الحرجي أو الحراكي” تعتبر أغلى الأنواع، حيث يصل سعر الخروف الواحد لمبالغ ضخمة، وقد بيع عدد من الخراف المزورة بعد إخضاعها لعمليات تجميل تهدف لتزوير مظهرها لتشبه السلالات النقية.
وتتم عمليات التزوير في مناطق حمص، حيث يتم غسل صوف الخراف بأدوات ضخ قوية مثل تلك المستخدمة في مغاسل السيارات، ثم يتم صبغ الصوف بألوان خاصة، وحقن “البوتوكس” تحت جلد الأنف ليأخذ شكل أنف خراف “الحراكي”. بعد ذلك، تشحن هذه الخراف إلى أسواق الرقة حيث يعتقد الكثيرون أنها خراف “حراكي” أصلية.
وتعتبر الرقة المركز الرئيسي لبيع وتربية خراف “الحراكي” النقية منذ ستينات القرن الماضي، بعد أن انتقلت تربيتها من فلسطين المحتلة إلى ريف محافظة حمص ومنها إلى المحافظات الشرقية. ويشهد سوق المواشي في الرقة إقبالاً كبيراً على هذه السلالة، مما جعلها هدفاً للتزوير والتجميل.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وأوضح أبو البشاير أن مربين وتجار من الرقة والعراق وقعوا ضحية لهذه العمليات، حيث نقلوا الخراف المزورة إلى العراق لتنقيتها، دون أن يكتشفوا التزوير إلا بمساعدة خبراء في سلالة “الحراكي” الأصيلة.
وفي الأسبوع الماضي، بيع كبش في قرية السويدية بريف الرقة بأكثر من 222 مليون ليرة سورية، بينما بلغ سعر كبش آخر 300 مليون ليرة دون أن يوافق مربيه على البيع، ما يعكس حجم الظاهرة وانتشارها الواسع. وفيما يربط السكان ارتفاع الأسعار بزيادة عامة في سوق المواشي، تشير المعلومات إلى أن أسعار المواشي المخصصة للتسمين والتربية تتراوح بين 2 إلى 7 مليون ليرة، حسب النوع والوزن والعمر.