أعلنت السلطات التركية تراجع عدد السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة على أراضيها إلى أقل من 2.7 مليون شخص، في انخفاض غير مسبوق يُعد مؤشراً واضحاً على تسارع وتيرة العودة الطوعية إلى سوريا، عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.
ووفقاً لأحدث الإحصاءات الرسمية الصادرة عن رئاسة إدارة الهجرة التركية، فإن عدد السوريين المسجلين في تركيا بلغ حتى تاريخ 5 يونيو/حزيران الجاري مليونين و699 ألفًا و787 شخصًا، مقارنة بـ3 ملايين و641 ألفًا و370 شخصًا بنهاية عام 2020، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 25.8% خلال خمس سنوات فقط.
إسطنبول وغازي عنتاب تتصدران التوزيع السكاني للسوريين
وتأتي مدينة إسطنبول في صدارة الولايات التركية من حيث عدد السوريين المقيمين، إذ تحتضن 469 ألفًا و142 شخصًا، تليها غازي عنتاب بـ377 ألفًا و17، ثم شانلي أورفا بـ235 ألفًا و812 لاجئًا. أما على صعيد نسبة السوريين إلى إجمالي عدد السكان، فقد سجلت ولاية كيليس أعلى نسبة بـ26.95%.
عودة طوعية متزايدة منذ ديسمبر 2024
وفي تصريحات أدلى بها من ولاية غازي عنتاب، كشف نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، عن عودة أكثر من 273 ألف سوري إلى بلادهم طوعًا خلال الأشهر الستة الماضية، وتحديدًا منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، مشيراً إلى أن أعداد العائدين مرشحة للارتفاع مع حلول الصيف وانتهاء العام الدراسي، خاصة مع تحسن الأوضاع الميدانية والخدمية في الداخل السوري.
الأمم المتحدة: 1.5 مليون عادوا بعد انهيار النظام
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 1.5 مليون نازح ولاجئ سوري عادوا إلى ديارهم منذ سقوط النظام السابق. وقالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أيدم وسورنو، في تقرير نُشر منتصف مايو/أيار الماضي، إن من بين العائدين أكثر من نصف مليون لاجئ غادروا دول الجوار، في حين عاد آخرون من مناطق نزوح داخل سوريا.
جهود دولية لترسيخ الاستقرار ورفع العقوبات
وتزامناً مع هذه التطورات، أعربت الأمم المتحدة عن أملها في أن يساهم رفع العقوبات الغربية عن سوريا في تسريع جهود إعادة الإعمار، وتهيئة البيئة المناسبة لعودة مزيد من اللاجئين، بالتوازي مع المساعي الدولية والمحلية لتحقيق الاستقرار، لا سيما في الشمال السوري والمناطق الحدودية التي كانت تشهد توترات أمنية متواصلة على مدى سنوات.
مرحلة جديدة لسوريا ولملف اللجوء
ويُجمع المراقبون على أن هذا التحول في أعداد اللاجئين يمثل بداية لمرحلة جديدة في الملف السوري، بعد سنوات طويلة من التهجير والحرب. وتعوّل الجهات الفاعلة محلياً ودولياً على قدرة الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع على تثبيت الأمن والاستقرار، وتأمين ظروف العودة الكريمة والطوعية لملايين اللاجئين والنازحين المنتشرين داخل سوريا وخارجها.