في إطار خطوات تهدف إلى ترسيخ هوية وطنية جديدة خالية من رموز الحقبة الاستبدادية، أعلن مدير التربية والتعليم في محافظة درعا، الأستاذ محمد الكفري، عن إتمام عملية تغيير أسماء 172 مدرسة كانت تحمل مسميات وشخصيات مرتبطة بالنظام السابق. وأكد الكفري أن وزارة التربية والتعليم صادقت رسمياً على قائمة الأسماء الجديدة، عقب دراسة دقيقة استندت إلى معايير تعزز قيم الحرية والانتماء الوطني.
وأوضح الكفري أن تغيير أسماء المدارس لا يقتصر على كونه إجراء شكلياً، بل يأتي ضمن خطة شاملة لإصلاح المنظومة التعليمية في درعا، تهدف إلى بناء بيئة تعليمية حديثة تواكب تطلعات المجتمع المحلي. وأضاف أن الجهود المبذولة تشمل تطوير المناهج الدراسية، وتحسين بيئة التعلم، وإرساء ثقافة نقدية حرة، بعيداً عن ثقافة التلقين والتعظيم لشخصيات أو أنظمة لم يعد لها مكان في حاضر سوريا ومستقبلها.
وأكد الكفري أن مديرية التربية في درعا مستمرة بالتعاون مع شركائها التربويين والمجتمعيين لتعزيز مبادئ التعليم الحر، وتمكين الأجيال الجديدة من اكتساب المعرفة في أجواء تحترم التنوع الفكري والاستقلالية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة السورية عن إطلاق عملية واسعة النطاق لتغيير أسماء المنشآت الصحية والتعليمية التي ظلت لعقود مرتبطة بالنظام السابق، سواء عبر رموز حزب البعث أو أسماء عائلة الأسد. وأشارت المصادر إلى أن الحملة، التي تأتي ضمن جهود تفكيك إرث أكثر من ستة عقود من الاستبداد، تشمل حتى الآن عدداً من المنشآت الحيوية، مع توقعات بامتدادها لاحقاً إلى الأندية الرياضية والمؤسسات العامة.
وأكدت مصادر حكومية أن العمل لا يقتصر على تعديل الأسماء، بل يشمل كذلك إزالة الجداريات والشعارات واللافتات التي كانت تمجد النظام السابق، في إطار تحرك مدروس يراعي حجم الإرث المتراكم ويستهدف إعادة بناء هوية وطنية سورية حديثة قائمة على مبادئ الحرية والشفافية.
تأتي هذه التحركات كمؤشر واضح على رغبة القيادة السورية الجديدة في طي صفحة الماضي، وفتح آفاق جديدة تلبي تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل.