ثورتنا في مدارسنا ومن مدارسنا

0 2٬857

محمد نديم مصطفى

قد تأتي هذه الكلمات وفي هذا التوقيت نتاجًا لعملية امتحانية انتهت مؤخرًا،  وما تخللها ورافقها من دلائل ومؤشرات لا تخفى على كل مطلع متابع، مِن تعاطي وزراة التربية مع نتائج هذه العملية الامتحانية وتجاهلها لردود الأفعال، وغيابها الكامل عن أي توضيح لحادثة وفاة الطالب خلال الامتحان، وأسئلة امتحانية في أكثر من مادة أكدت حقيقة  انفصال كامل بين أطراف العملية التعليمية، وغياب أي توضيحات بشأن ما أثير حول الأسئلة التي أثارها الأساتذة قبل الطلبة، لتظهر منشورات وزارة التربية مبشّرة بانتهاء العملية الامتحانية بكل يسر وسهولة ونجاح، أمّا دلائل اليسر والنجاح والسهولة فلا أدلّ عليها من تعليقات الطلبة والأساتذة على المنشورات.

انتهت العملية الامتحانية ومضى عام دراسي، لكنه لم يمضِ نتاجًا وحصائد، عقد من الزمن ونحن نسير بالخريطة ذاتها والآلية والهيكليات، وكلها رُسمت لنا خلال خمسين عامًا مضت، لتنتج فسادًا وإفسادًا، وقد فعلت فعلتها في التربية والتعليم خلال عقود مضت، وأدت مهمتها على أحسن ما تؤدى المهام، وانتجت لنا خرابًا لا صلاح له ولا إصلاح في المدى المنظور.

اقرأ أيضاً: الباب عطشى.. حملة للمطالبة بتوفير المياه لأكثر من 300 ألف نسمة

بالنسبة إليّ وأنا أكتب هذا الذي أكتبه لا أحتاج دليلاً على ما أقول، كذلك من يقرأ معي هذه الأسطر من أساتذة وطلاب وأهالي، هم يعشون ويعايشون، وهم يعلنون ذلك ويسرونه صباح مساء، لكن وزارة التربية والقائمين عليها، ومن يدور في فلكها يُطلَب منهم البينة والدليل، فجولاتهم اليومية والساعية واللحظية الموثقة بالصور، تؤكد أنهم على الطريق الصحيح، وأنهم قد قادوا التغيير والتحرير، وأنّ الثورة في وزارة التربية حققت ما لم يتحقق في كثير من المؤسسات، كيف لا؟ وهم بعد عشر سنوات عِجاف مِرار، قد أصبح لديهم مناهجهم الخاصة بهم، ونظام امتحانات عالمي، وآليّات تقييم عالية الشفافية، وأساتذة تمّ تأهيلهم بمهارات القرن الواحد والعشرين، وموقع إنترنت فيه ما فيه من البيانات وأدوات التواصل.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

بعد كل هذا لهم كل الحق في أن يطلبوا البينة والدليل، هذا على افتراض أنهم شالوا هذه الأسطر من أرضها”.

إخوتنا الأفاضل في وزارة التربية: أرواح ودماء وفقد واعتقالات وتشريد وأيتام وأرامل وثكالى والقائمة تطول، وثورة أُريد وأدها لحظة انطلاقتها، وهي تغصُّ اليوم وتختنق بأبنائها قبل أعدائها، كل ذلك يتطلب منّا أن نتنادى وننفر ونسنتنفر ونعلن منظومة تربوية عالية الجودة، بل نعلن العام الدراسي القادم 2022/2021 هو عام التربية والتعليم في مناطقنا المحررة،  فمن يبتغي ثورة بعيدة عن المدارس والجامعات فقد خاب وخسر، ومن يتعامل مع المؤسسات التعليمية كأرقام طلابية ودرجات امتحانية وشهادات ورقية، واتفاقيات وهمية، فقد خاب وخسر.

من أجل ذلك لابد من:

– إعادة هيكلة وزارة التربية ومديرياتها ومؤسساتها دون إعادة تدوير، وإنتاج لهيكلية فاسدة مفسدة أُنشئنا عليها وفيها.

– دعوة أهل الاختصاص والتخصص في الداخل أو في المهجر، فهم الأدرى بشعاب مكة وطرقاتها، والأقدر على السير فيها.

– شفافية عمل الوزارة وكامل مؤسساتها، وموقع الإنترنت هو المؤشر الأقوى والأداة الأمضى لتحقيق هذه الشفافية.

نقاط أساسية، دونها لن تنتج المنظومة التربوية التي نريد ونأمل أن نصل إليها، إذ هي وحدها المؤهلة لقيادة التغيير، وبدونها لن نكون إلاّ كما نحن الآن وسبق شرحه آنفًا.

فإن لم تفعلوا، ولن تفعلوا، فالنداء إلى أصحاب الاختصاص والتخصص، إلى أهل المهنة والهمّة، وسيكون لذلك ومن أجل ذلك مقال خاص إن أحيانا الله.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط