جدل في مصر بعد حرمان طلاب سوريين من الامتحانات

1٬082

أثار منع عدد من الطلاب السوريين من دخول امتحانات بعض الجامعات المصرية موجة من الجدل والاستياء في الأوساط الطلابية والجالية السورية في مصر، في وقت أكدت فيه السلطات المصرية عدم صدور أي قرار رسمي يمنع السوريين من أداء اختباراتهم الجامعية.

تصريحات رسمية تنفي “المنع” وتوضح الأسباب

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر حكومي مصري أن ما جرى لا يُعد “منعًا تعسفيًا”، بل يتعلق بعدم استكمال بعض الطلاب لتصاريح الإقامة أو الموافقات الأمنية المطلوبة، لاسيما أولئك المقيمين خارج الأراضي المصرية.

وأكد المصدر أن مصر ما زالت تستقبل الطلبة السوريين في مؤسساتها التعليمية، ضمن ضوابط قانونية تشمل وجود إقامة سارية وموافقة أمنية مسبقة، مشيرًا إلى أن المشاكل التي ظهرت مؤخراً تتعلق بحالات فردية لم تلتزم بالإجراءات التنظيمية.

شكاوى طلابية من التأخير والتعقيدات

على الجانب الآخر، عبّر طلاب سوريون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن استيائهم من حرمانهم من دخول الامتحانات، رغم التزامهم بدفع الرسوم الدراسية. وأوضحوا أن التأخير في إصدار الموافقات الأمنية تسبب في خسارتهم للعام الدراسي، دون تعويض أو حلول بديلة.

 

وأشار بعض أعضاء الجالية السورية إلى أن المشكلة شملت طلابًا مقيمين خارج مصر، أو ممن عادوا مؤقتًا إلى سوريا ولم يتمكنوا من العودة بسبب عدم صدور تصاريح الدخول، رغم كونهم مسجلين في الجامعات ودافعين للرسوم.

تحرك دبلوماسي من الخارجية السورية

وأفادت مصادر طلابية بأن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وجّه بمتابعة القضية مع الجهات المعنية، وأكدت تلك المصادر أن اجتماعًا مرتقبًا سيُعقد خلال الأيام المقبلة لبحث أوضاع الطلاب المفصولين والعمل على تيسير عودتهم واستكمال دراستهم.

موقف وزارة التعليم العالي المصرية

من جانبها، شددت وزارة التعليم العالي المصرية على أن ضوابط قبول الطلاب الوافدين واضحة وثابتة، وتشمل حصول الطالب على إقامة قانونية وموافقة أمنية سارية، وأن القبول يتم في بداية كل عام دراسي، وليس بشكل استثنائي في نهايته. وأكدت أن من حُرموا من دخول الامتحانات هم فقط من لم يستوفوا الشروط وليسوا ضحايا لقرارات تعسفية.

الجالية السورية توضّح حجم المشكلة

وقال راسم الأتاسي، الرئيس السابق لرابطة الجالية السورية في مصر، إن عدد الطلاب السوريين الذين تأثروا فعليًا لا يتجاوز 10 طلاب، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من الطلبة السوريين لم يواجهوا أي مشاكل تُذكر. وأضاف أن بعض الطلاب العالقين كانوا يعيشون خارج مصر ولم يستطيعوا العودة بسبب تأخر الموافقات الأمنية رغم الاستثناءات السابقة.

الجامعات المصرية تفتح أبوابها بشروط

تستضيف الجامعات المصرية قرابة 125 ألف طالب وافد من 118 دولة، بينهم آلاف السوريين، ممن يدرسون عبر منصة “ادرس في مصر” الحكومية. وتؤكد الوزارة أنها ترحب بالطلاب السوريين، شرط الالتزام بالقوانين المنظمة، دون استثناءات فردية.

عودة تدريجية وتحسينات قنصلية

تشهد مصر عودة تدريجية لبعض أفراد الجالية السورية بعد انهيار نظام الأسد البائد، مع تقديم السفارة السورية في القاهرة تسهيلات إجرائية تشمل تصديق الوثائق مجانًا وتمديد جوازات السفر المنتهية. رغم ذلك، تظل العوائق الإدارية والأمنية تحديًا حقيقيًا أمام فئة من الطلاب.

خلاصة المشهد

في الوقت الذي تبذل فيه الجهود الدبلوماسية لحل الإشكالات العالقة، تبقى مسألة الإقامات والموافقات الأمنية هي العقبة الأكبر أمام استكمال عدد من الطلاب السوريين لمسيرتهم الأكاديمية في مصر. وبين التطمينات الرسمية والمخاوف الطلابية، تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه الاجتماعات المرتقبة، على أمل إيجاد تسويات تحفظ للطلبة حقهم في التعليم دون عراقيل إضافية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط