حظر الكيماوي: عقبات تعيق التحقق من تدمير الأسد للأسلحة الكيمائية

1٬174

كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، في تقريرها الشهري الأخير الصادر يوم الأربعاء، عن استمرار وجود عقبات تعيق التحقق الكامل من تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري، مما يثير مخاوف دولية متجددة حول عدم التزام النظام السوري بالتعاون الكامل مع المنظمة.

وأفاد التقرير بأن النظام السوري لم يقدم بعد تفسيرات كافية حول العثور على آثار لعوامل حرب كيميائية غير مُعلنة في مواقع تم إعلانها سابقاً. وفقاً للتقرير، الذي يغطي الفترة من 24 تموز إلى 23 آب 2024، تمكن فريق تقييم التصريحات (DAT) التابع للمنظمة من اكتشاف آثار مواد كيميائية في عينات جُمعت في أيلول 2020، ونيسان 2023، مما أثار الشكوك حول احتمال وجود تطوير وإنتاج غير مُعلن للأسلحة الكيميائية في تلك المواقع.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من إجراء 27 جولة من المشاورات مع “السلطات السورية”، إلا أن 19 مشكلة لا تزال دون حل، مما يعوق الجهود الرامية إلى التحقق من التصريحات السورية بشأن برنامجها للأسلحة الكيميائية. كما أكدت OPCW رفض النظام السوري منح تأشيرات دخول لجميع أعضاء الفريق الدولي، ما أدى إلى تأجيل الأنشطة الفنية الضرورية للمضي قدماً في التحقيقات.

دعوات دولية للمساءلة في الذكرى الحادية عشرة لمجزرة الغوطة

وفي الذكرى السنوية الحادية عشرة لهجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على غوطتي دمشق عام 2013، دعت عدة دول، منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، النظام السوري إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كخطوة نحو تحقيق المساءلة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية، أكدت أن “11 سنة مضت منذ استخدام النظام السوري غاز الأعصاب السارين لقتل ما يربو على 1400 شخص في الغوطة”، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة “تواصل العمل مع الشركاء والناجين وعائلاتهم ومع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لجمع الأدلة ومحاسبة النظام السوري”.

من جانبه، أشار المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، إلى أن النظام السوري “لا يتعاون ولم يعلن عن كل أسلحته الكيميائية ومنشآتها ولم يدمرها”، داعياً إلى “التعاون الكامل مع المنظمة كخطوة نحو توفير المساءلة والظروف للمصالحة”.

مجزرة الكيماوي في الغوطة: ذكرى مروعة

في 21 آب 2013، شهدت غوطتا دمشق الشرقية والغربية أكبر هجوم كيميائي نفذه النظام السوري، مخلّفاً مجزرة مروّعة راح ضحيتها مئات المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، الذين قضوا اختناقاً بالغازات السامة. ووفقاً لتقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، قُتل في ذلك اليوم 1144 شخصاً اختناقاً، بينهم 1119 مدنياً، منهم 99 طفلاً و194 سيدة، بالإضافة إلى 25 من مقاتلي المعارضة المسلحة. كما أُصيب 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.

ووثقت الشبكة السورية 222 هجوماً كيميائياً في سوريا منذ أول استخدام موثَّق في قاعدة بياناتها في 23 كانون الأول 2012 وحتى 20 آب 2023، حيث كانت قرابة 98% منها على يد قوات النظام السوري، وقرابة 2% على يد تنظيم “داعش”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط