حكومة “الإنقاذ” توجه رسالة لروسيا: شريك محتمل لبناء مستقبل سوريا

1٬809

في خطوة لافتة ومغايرة للمواقف السابقة، وجهت حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب رسالة إلى روسيا، أكدت فيها استعدادها لإقامة علاقات إيجابية قائمة على المصالح المشتركة، بعيدًا عن دعم النظام السوري.

وجاءت هذه الرسالة بالتزامن مع دخول فصائل المعارضة المشاركة في عملية “ردع العدوان” إلى مدينة حلب، مما يشير إلى تغير في الخطاب السياسي للمعارضة السورية.

بيان بثلاث لغات

في بيان صادر عنها يوم الجمعة 29 تشرين الثاني، أكدت “إدارة الشؤون السياسية” في حكومة “الإنقاذ” أن الثورة السورية لم تستهدف أي دولة أو شعب، بما في ذلك روسيا. وأوضحت أن الثورة كانت ولا تزال تهدف لتحرير الشعب السوري من الاستبداد والذل، وبناء دولة حرة وديمقراطية ترتكز على تفعيل المؤسسات المجتمعية وتعزيز مفهوم الدولة.

وجاء في البيان، الذي صدر باللغات العربية والروسية والإنجليزية:

“ندعو روسيا إلى مراجعة سياساتها تجاه سوريا، وعدم ربط مصالحها بشخص بشار الأسد أو نظامه، بل بالشعب السوري الذي يسعى لبناء علاقات إيجابية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.

اقرأ أيضاً: الفوج 46.. انهيار القاعدة العسكرية الأكبر للنظام في ريف حلب…

موقف مغاير عن “هيئة تحرير الشام”

هذا الموقف الجديد يمثل تغيرًا عن التصريحات السابقة لـ”هيئة تحرير الشام”، القوة العسكرية الأكبر في إدلب والمظلة السياسية لحكومة “الإنقاذ”. ففي تموز الماضي، وصفت الهيئة الوجود العسكري الروسي في سوريا بـ”قوة احتلال”، مؤكدة شرعية مقاومته بجميع الوسائل.

لكن البيان الأخير يشير إلى رغبة حكومة “الإنقاذ” في الانفتاح على علاقات جديدة مع روسيا كـ”شريك محتمل”، مع تأكيدها على ثوابت الثورة السورية ورفضها أي تسويات تتناقض مع أهداف الشعب السوري.

رفض الربط مع الحرب الأوكرانية

في وقت سابق من الشهر، نفت حكومة “الإنقاذ” مزاعم روسية تتهم إدلب بأنها مركز لعناصر الاستخبارات الأوكرانية، ووصفت تلك الادعاءات بأنها جزء من حملة تضليل تهدف إلى تبرير استهدافات جديدة للشمال السوري. وشددت “الإنقاذ” على أن الثورة السورية قضية وطنية بحتة، ولا علاقة لها بالصراعات الدولية، محذرة من محاولات ربطها بقضايا خارجية.

تزامن مع التقدم العسكري

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار عملية “ردع العدوان”، حيث أعلنت فصائل المعارضة دخول مدينة حلب وتأمينها، وسط انسحاب قوات النظام. وأكدت المعارضة التزامها بحماية المدنيين وإعادة المهجرين إلى ديارهم بعد تأمين المناطق المحررة.

رسالة سياسية ودلالات جديدة

تشير رسالة حكومة “الإنقاذ” إلى تحول محتمل في الخطاب السياسي للمعارضة السورية، يُظهر استعدادها لفتح قنوات تواصل مع القوى الدولية، بما فيها روسيا، في سبيل تحقيق أهداف الشعب السوري. يبقى السؤال: هل ستلقى هذه الرسالة استجابة من موسكو أم ستواجه بالرفض في ظل تعقيدات المشهد السوري؟

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط