أحمد درويش
تعاني قرية (برج النمرة) التابعة لمدينة الدانا في ريف إدلب من خطر كبير بسبب الصرف الصحي الذي غرق فيه عدد من الأطفال في الفترة الأخيرة.
حيث غرقت الطفلة (فاطمة حسين حميدي) ذات السنة وأربعة شهور في الصرف الصحي التابع للقرية القريب من منزلهم أثناء لعبها خارج المنزل، وقد تمكن جيران الطفلة من إسعافها للمشفى بأسرع وقت.
لم تكن هذه الحادثة الوحيدة، بل سبقتها عدة حوادث مشابهة منها حادثة غرق لابن عمها الطفل (فيصل حسن حميدي) البالغ من العمر أربع سنوات، وتم إسعافه في الوقت المناسب.
وتعاني القرية مؤخرًا من حوادث مشابهة عديدة سببها الرئيس عدم تغطية الصرف الصحي، وقد سبقها بمدة أربعة أشهر حادثة وفاة للشاب (أحمد محمد الحسين) 25 سنة في الصرف نفسه.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
يذكر أن منظمة (سيريا ريليف) قد أقدمت في بداية علم 2021 على تغطية 800م من الصرف، إلا أنها لم تصل للبيوت الجنوبية المتطرفة من القرية، فبقي 200م متر بحاجة التغطية لتشمل كامل القرية.
يتسبب الصرف أيضًا بالكثير من المشاكل الزراعية والأمراض المعدية والأوبئة، بالإضافة إلى أنه حفرة توقع بالعديد من أطفال وصغار القرية.
يقول (حسين حميدي) والد الطفلة فاطمة التي غرقت في الصرف: “إن الصرف يؤثر سلبيًا على العديد من بيوت القرية القريبة منه، ويؤذي الخضراوات والمحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى روائح كريهة تضر بالناس، كما يوجد بجانب مدرسة برج النمرة الابتدائية حفرة كبيرة تشكل خطرًا كبيرًا أيضًا على الأولاد.”
اقرأ أيضاً: حراقات ترحين.. من تجارة الذهب الأسود إلى كابوس يؤرق حياة السوريين
وقال (فيصل حسن حميدي) والد الطفل (فيصل): “الصرف سبب الكثير من الأمراض والأوبئة في القرية، وينبغي ضرورة وضع حل لهذه المشكلة، فهي كثيرًا ما تزيد من معاناة الأهالي وقلقهم، وتسبب المتاعب اليومية لهم.”
وأكد المجلس المحلي لقرية برج النمرة أن “القرية ناشدت العديد من الجهات والمنظمات الإنسانية والمسؤولين عن المنطقة لحل هذه المشكلة وتغطية ما تبقى من الصرف؛ لمنع حدوث مشاكل مستقبلية وضمان حياة صغارها، لكن دون تلقي أي نتيجة أو مساعدة بتلبية احتياجات القرية من دعم لمشاريع التعليم وتزويد الآبار بالكلفة التشغيلية.”
برج النمرة قرية حالها كحال باقي القرى الصغيرة المنسية، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، إذ تكرر فيها حوادث الغرق، وتعاني من ضعف في قطاع التعليم، وقطاعات الزراعة والثروة الحيوانية، بإضافة إلى قلة الموارد المائية، حيث يوجد في القرية منهل واحد متوقف بسبب عدم وجود كلفة تشغيلية، بالإضافة إلى مشكلة الطرقات التي هي بحاجة إصلاح، ولا يوجد في القرية مشاريع نظافة أو ترحيل نفايات.
وفي سياق متصل أعلنت فِرَق الدفاع المدني وفاة ثلاثة أشخاص، بينهم طفل نتيجة غرقهم بريفَيْ إدلب وحلب يوم أمس.
وأفاد فريق الدفاع المدني أن الطفل (عبد القادر أحمد العلي) قد توفي غرقًا في ساقية مياه بحيرة (ميدانكي) بريف مدينة عفرين في محافظة حلب شمال سورية، إثر سقوطه فيها في أثناء رعيه للأغنام.
وفي السياق ذاته توفي الشاب (أسامة حج سليمان) غرقًا بمياه نهر العاصي قرب بلدة (دلبيا) بريف سلقين غرب محافظة إدلب، كما توفي الشاب (خليف الحميدي) بالمكان السابق نفسه أيضًا غرقًا أثناء السباحة.